[اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (٧)]
قوله سبحانه : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)
سؤال للهداية ، وقد وصف سبحانه الصراط بالمستقيم وعرّفه به ، ثمّ بيّنه بأنّه صراط الذين أنعم عليهم وعرّفهم بالمقابلة بأنّهم (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)، وقد قرّر في كلامه للجميع سبيلا يسلكون به إليه سبحانه ، كلّ على شاكلته ، (١) فقال سبحانه : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ، (٢) وقال سبحانه : (وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ، (٣) أي فيزعمون أنّ الخلقة قد تخلّفت عن مراده سبحانه ، وقال تعالى : (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِ
__________________
(١). إشارة إلى قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً)، الإسراء (١٧) : ٨٤.
(٢). الذاريات (٥١) : ٥٦.
(٣). يوسف (١٢) : ٢١.