والمستقيم على ما يظهر من اللغة غير ما اصطلح عليه أرباب علوم الرياضة من المستقيم ، بل هو الذي لا يتغيّر أمره ولا يختلف شأنه ، فمستقيم الصراط ما لا يتخلّف في هدايته وإيصاله سالكيه إلى غايته ومقصدهم ، قال سبحانه : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً) ، (١) وقال سبحانه : (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ* وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) ، (٢) وقال سبحانه : (قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ* إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) (٣) أي هذه سنّتي وطريقتي لا تختلف ولا تتخلّف ، فهو يجري مجرى قوله : (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) (٤) و (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً). (٥)
وعن قرب الإسناد عن الرضا ـ عليهالسلام ـ : قال : «جفّ القلم بحقيقة الكتاب [من الله] بالسعادة لمن آمن واتّقى ، والشقاوة من الله لمن كذّب وعصى». (٦)
وعن تفسير القمّي وتوحيد الصدوق عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ ما في معناه. (٧)
__________________
(١). النساء (٤) : ١٧٥.
(٢). الأنعام (٦) : ١٢٥ و ١٢٦.
(٣). الحجر (١٥) : ٤١ و ٤٢.
(٤). الأحزاب (٣٣) : ٦٢.
(٥). الفتح (٤٨) : ٢٣.
(٦). قرب الإسناد : ١٥٦.
(٧). تفسير القمّي ١ : ٢١٥ ؛ ولم نجده في التوحيد.