[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤)]
قوله سبحانه : (الم)
سيأتي بعض ما يتعلّق من الكلام بالحروف المقطّعة ـ التي في أوائل السور ـ في أوّل سورة الشورى ، وكذلك الكلام في هداية القرآن فيها.
قوله سبحانه : (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ)
المتّقون هم المؤمنون ، وليست التقوى من الأوصاف الخاصّة لطبقة من طبقاتهم ، ـ أعني لمرتبة من مراتب الإيمان ـ حتّى تكون مقاما من مقاماته ، كالإخبات والخلوص ، بل هي صفة مجامعة لجميع مراتب الإيمان إذا تلبّس الإيمان بلباس التحقّق والصدق.
والذي أخذه سبحانه من الأوصاف المعرّفة للتقوى في هذه الآيات التسع