[يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (٦٧)]
قوله سبحانه : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) ـ إلى قوله ـ : (الْكافِرِينَ)
في الجوامع عن ابن عباس وجابر بن عبد الله : أنّ الله أمر نبيّه أن ينصب عليّا للناس ويخبرهم بولايته ، فتخوّف أن يقولوا : حامى (١) ابن عمّه ، وأن يشقّ ذلك على جماعة من أصحابه ، فنزلت هذه الآية ، فأخذ بيده يوم غدير خمّ وقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه» (٢).
أقول : والروايات في هذا المعنى من الطريقين متجاوزة حدّ التواتر والكلمة من رسول ـ صلىاللهعليهوآله ـ متواتر لفظي ، وهي وإن بلغت من الكثرة حدّا تستغنى عن التأيّد بالآية ، لكنّ لحن سياق القول في الآية يؤيد ذلك ، فليس المراد بقوله : (ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) جميع ما أنزل إليه ، وإلّا كان قوله : (فَما بَلَّغْتَ
__________________
(١). في المصدر : «حابى»
(٢). جوامع الجامع ١ : ٣٤٢.