معنى القرب أن لا ينقضي موعده وهو حلول الإنسان محلّا لا يؤثّر فيه التوبة والرجوع إلى الله سبحانه كما عند معاينة النشأة الآخرة بالاحتضار والموت ، كما يفيده قوله تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (١).
وفي تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في الآية ، قال : «يعني كلّ ذنب عمله العبد وإن كان به عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصيته ربّه [تبارك وتعالى] ، وقد قال في ذلك يحكي قول يوسف لإخوته : (هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ) (٢) ، فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم بأنفسهم في معصية الله» (٣).
وفي الفقيه عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ في آخر خطبة خطبها قال : «من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه» ثمّ قال ـ صلىاللهعليهوآله ـ : «إنّ السنة لكثيرة ، ومن تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه» ثمّ قال : «وإنّ الشهر لكثير ومن تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه» ثمّ قال : «وإنّ اليوم لكثير ومن تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه» ثمّ قال : «وإنّ الساعة لكثيرة ومن تاب وقد بلغت روحه هذه ـ وأهوى بيده إلى حلقه ـ تاب الله عليه (٤)» ، الخطبة.
وقوله : (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ ...)
في الفقيه عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «ذلك إذا عاين أحوال (٥) الآخرة (٦)».
أقول : والأخبار في هذه المعاني كثيرة.
__________________
(١). طه (٢٠) : ٨٢.
(٢). يوسف (١٢) : ٨٩.
(٣). تفسير العيّاشي ١ : ٢٢٨ ، الحديث : ٦١.
(٤). من لا يحضره الفقيه ١ : ١٣٣ ، الحديث : ٣٥١.
(٥). في المصدر : «أمر»
(٦). من لا يحضره الفقيه ١ : ١٣٣ ، الحديث : ٣٥٢.