النقرة التي في وسط النواة (١). إنتهى.
قوله سبحانه : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)
«أم» منقطعة ، ووجه الكلام مع اليهود ، والقرائن المحفوفة به من سابق الكلام ، والحسد والفضل.
وقوله : (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ)
يفيد أنّ الحاسدين هم اليهود ، والمحسودون هم المؤمنون غير اليهود والذين كفروا ، بل شخص النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ ؛ لقوله : (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ) ، الوارد مورد الجزم والقطع وإيئاسهم من نتيجة التعرّض والحسد ، وأنّ الفضل مبذول سواء حسدوا أم لم يحسدوا ، فالنبيّ هو المحسود وهو من آل إبراهيم آتاهم الله الكتاب والحكمة والملك العظيم ، وإن شاركه في ذلك آله ـ عليهمالسلام ـ كما مرّ بيانه في سورة آل عمران في قوله : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ) (٢).
ومن هنا ظهر أنّ المراد ب (آلَ إِبْراهِيمَ) ولد إسماعيل دون ولد إسحاق وقد مرّ أيضا.
وظهر أيضا أنّ المراد ب (النَّاسَ) رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ.
وفي المجمع عن الباقر ـ عليهالسلام ـ : إنّ المراد (النَّاسَ) النبيّ وآله ـ عليهمالسلام ـ (٣).
__________________
(١). الصحاح ٢ : ٨٣٥.
(٢). آل عمران (٣) : ٣٣.
(٣). مجمع البيان ٣ : ١٠٩.