متّصفون بهذه الصفات الكماليّة بإذن الله ومالكون لها بتمليك الله سبحانه لهم إيّاها ، فهذه الصفات الكمالية مشتركة بين الحقّ والعبد مقسومة بينه وبين خلقه ، وهي له تعالى أصالة وبالحقيقة ولغيره تبعا وبالمجاز لا يسمّى بها غيره إلّا تبعا ومجازا ولا يجوز استعمالها في غيره إلّا كذلك ، كما يشير إليه قوله : (فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) على ما سيجيء توضيحه.
وبهذا البيان يتبيّن وجه المعنى فيما يشتمل من أسمائه على التفضيل وهي (١٤) إسما في القرآن : الأعلى ، والأكرم ، وأرحم الراحمين ، وأحكم الحاكمين ، وأحسن الخالقين ، وخير الراحمين ، وخير الرازقين ، وخير الحاكمين ، وخير الماكرين ، وخير الناصرين ، وخير الفاتحين ، وخير الفاصلين ، وخير الوارثين ، وخير المنزلين.
ويمكن أن يعدّ معها : الأقرب ، والخير والأبقى.
فهذه الأسماء لاشتمالها على التفضيل يستلزم الإشتراك في معنى اللفظ ، فيمكن أن يكون المراد منها ما هو كعموم المجاز ، فيراد منها نفس المعنى أعمّ من الظاهر أو الحقيقة وأوسع من ما بالأصالة وما بالتبع فيكون مشتركا بينه تعالى وبين خلقه ، ثم يكون تفضيله في المعنى لكونه فيه على نحو الأصالة والحقيقة بخلاف غيره.
وكذلك الأسماء الواردة بصيغة المبالغة : كالجبّار والخلّاق ، والرزّاق ، وعلّام الغيوب والغفّار ، والقدّوس ، والوهّاب ، والقيّوم ، وعدّ منها : الرحمن ، والشكور ، والغفور والعفوّ والودود ، فإنّ صيغة المبالغة تشتمل على معنى الكثرة ، ولو لا الإشتراك لم يكن للكثرة في معنى واحد مختص وجه صحيح.
فأسماء المبالغة مثل أسماء التفضيل دالّة على معان عامّة مشتركة.