قوله سبحانه : (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ)
يشير إلى خروجه ـ صلىاللهعليهوآله ـ من مكّة مهاجرا إلى المدينة فدخل غارا بجبل الثور ، وهو جبل عن يمين مكّة وعلى مسير ساعة راجلا ومعه أبو بكر ، فكان ـ صلىاللهعليهوآله ـ أحد رجلين اثنين في الغار إذ يقول ـ صلىاللهعليهوآله ـ لصاحبه وهو أبو بكر كانت أخذته رعدة (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا).
قوله سبحانه : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ)
الضمير الأوّل إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ بقرينة الضمير الثاني ، إذ من الضروري أنّ المؤيّد بالجنود هو رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ والاختلاف بين مرجعي الضميرين بأن يرجع كلّ واحد إلى مرجع على حدة رديّ شنيع لا ينبغي أن يلتفت إليه قطعا.
وفي المجمع والكافي وتفسير العيّاشي في روايات مختلفة عن الباقر والصادق والرضا ـ عليهمالسلام ـ : إنّهم قرأوا : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ). (١)
وقد مرّت القصّة في قوله : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) الآية من سورة الأنفال.
قوله سبحانه : (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى)
وهو ما تكلّموا به أن يقتلوه أو يثبتوه أو يخرجوه كما قيل.
__________________
(١). مجمع البيان ٥ : ٤٩ ؛ الكافي ٨ : ٣٧٨ ، الحديث : ٥٧١ ؛ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٣ ، الحديث : ٤٤٢.