قال سبحانه : (قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) ، (١) وقال سبحانه : (فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ) ، (٢) وهذه المرتبة هي التي يترتّب ظهور حكمها في عاقبة الأمر قال ـ صلىاللهعليهوآله ـ : إنّما الامور بخواتيمها. (٣)
ثمّ إنّ الآية كالتوطئة للآية التالية أعني قوله : (لَقَدْ تابَ اللهُ)، فإنّها في مقام الامتنان ، بعد ما كان من الجائز الممكن أن يضلّ اولئك الأشخاص بسوء أعمالهم ويزيغ قلوبهم فتاب الله عليهم.
وقوله : (إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
تعليل لكونه هو يهدي ويضلّ ، فهو المالك المحييّ المميت ، يتصرّف في ملكه كيف يشاء ويحيي بالهداية من يشاء ويميت بالإضلال من يشاء.
قوله سبحانه : (حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ)
في الكافي والتوحيد وتفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : حتّى يعرّفهم ما يرضيه وما يسخطه. (٤)
قوله : (الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ)
في الجوامع : والعسرة حالهم في غزوة تبوك كان يتعقّب العشرة على بعير واحد ،
__________________
(١). آل عمران (٣) : ٧٣.
(٢). النحل (١٦) : ٣٧.
(٣). بحار الأنوار ٩ : ٣٣٠.
(٤). الكافي ١ : ١٦٣ ، الحديث : ٣ و ٥ ؛ التوحيد : ١١٤ ، الحديث : ٤ ؛ تفسير العيّاشي ٢ : ١١٥ ، الحديث : ١١٥.