يقوده إلى النار ، ويحول بين الكافر وطاعته أن يستكمل بها الإيمان ، واعلموا أنّ الأعمال بخواتيمها. (١)
أقول : وذلك أنّ السعادة والشقاء للقلب إنّما يأتيان من ناحية العمل ، غير أنّ الله سبحانه إذ كان حائلا بين المرء وقلبه لا يستقلّ العمل في تأثيره في القلب سعادة وشقاء ، إلّا أن يشاء الله سبحانه ذلك ، فمرجع هذا الوجه أيضا إلى المعنى الثاني كما لا يخفى.
وفي تفسير البرهان قال : ومن طرق العامّة ما نقله ابن مردويه عن رجاله مرفوعا إلى الإمام محمّد بن عليّ الباقر ـ عليهالسلام ـ في قوله : (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ) قال : نزلت في ولاية عليّ بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ. (٢)
أقول : وقد ورد هذا المعنى في روايات الخاصّة عن الباقر والصادق ـ عليهماالسلام ـ ، ويمكن أن يكون من باب الجري والتطبيق. (٣)
وربما يؤيّده ما في تفسير القمّي ، قال : الحياة الجنّة ، (٤) الحديث ، فإنّ ظاهره تعميم الآية.
قوله سبحانه : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَ)
في المجمع : إنّه قرأ عليّ والباقر ـ عليهماالسلام ـ «لتصيبنّ» باللام. (٥)
__________________
(١). تفسير القمّي ١ : ٢٧١ ، البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٢٩٦.
(٢). البرهان في تفسير القرآن : ٤ : ٢٩٥ ؛ تأويل الآيات ١ : ١٩١.
(٣). راجع : الكافي ٨ : ٢٤٨ ، الحديث : ٣٤٩ ؛ كشف الغمّة ١ : ٣٢١ ؛ المناقب ٣ : ٢٠٢ ؛ وغيرها.
(٤). تفسير القمّي ١ : ٢٧١.
(٥). مجمع البيان ٤ : ٨١٨.