قوله سبحانه : (الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ)
كلمة «من» للتبعيض ظاهرا ، أي الذين عاهدت من جملة هؤلاء الدوابّ الذين لا يؤمنون ، ثمّ ينقضون عهدهم في كلّ مرّة.
قيل : إنّهم يهود بني قريظة عاهدوا رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ على أن لا يضرّوا به ولا يمالئوا عليه عدوّا ، فنكثوا وأعانوا عليه مشركي مكّة بالسلاح وقالوا : نسينا ، ثمّ عاهدوا ثانيا ثمّ نكثوا ومالئوا عليه الأحزاب يوم الخندق.
أقول : والسياق لا ينافي ذلك ، وينبغي أن يعدّ الآيتان مع ذلك من ملاحم القرآن ، فإنّهم لم يؤمنوا حتّى هلكوا.
قوله سبحانه : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ)
أي : إن تثقلهم بالظفر والقتل ، وفي التأكيد بلفظة «ما ونون التأكيد» إشارة إلى الوقوع والتشريد والتفريق والتبعيد.
قوله : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ)
قيل : أي اطرح إليهم عهدهم على طريق مقتصد ، بأن تخبرهم بإلغاء العهد ثمّ تقاتلهم بعد الإخبار والإعلان حتّى لا تكون خيانة ، فقوله : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ) في مقام تعليل الحكم.
قوله سبحانه : (وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ)
الرباط : اسم للخيل الذي تربط.