وكان منه الذمّ خلاف المدح ، كما أنّ في مادّة المدح ذلك يقال : تمدّحت خواصر الماشية إذا اتّسعت شبعا. (١)
قوله : (فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ)
تكرار الترديد لتفصيل الحكم ثانيا ، وأحد طرفي الترديد مع ذلك أخصّ الأصل ، فإنّ الأصل المذكور أنّهم إن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة خلّي سبيلهم ، وإلّا قتلوا وكان الوجه فيه تعميم الحكم لغيرهم من اولي الحرمة والعهد ليكون توضيحا لقوله : (فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ).
قوله سبحانه : (فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ)
وضع الظاهر موضع المضمر في قوله : (أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) للإشعار بأنّهم يصيرون بذلك قادة وسادة للكفّار ، أحقّاء للقتال ، ونفي الإيمان عنهم مع ثبوتها محمول على نفي الحقيقة.
وفي تفسير العيّاشي عن عليّ ـ عليهالسلام ـ : عذرني الله من طلحة والزبير بايعاني طائعين غير مكرهين ، ثمّ نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته ، والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت حتّى قاتلتهم وقرأ قوله تعالى : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ). (٢)
أقول : وفي هذه المعنى عدّة روايات اخر.
__________________
(١). لسان العرب ١٣ : ٥٠.
(٢). تفسير العيّاشي ٢ : ٧٩ ، الحديث : ٢٨ ؛ الامالي للمفيد : ٧٢ ، الحديث : ٧ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٢٧٦.