إلى القبط والبرابر. وجزء منها أرض كور السواد ، ما بين البرابر إلى الهند. والجزء الرابع هذه الأرض التي تنسب إلى فارس ما بين نهر بلخ إلى منقطع آذربيجان وأرمينية الفارسية إلى الفرات. ثم برية العرب إلى عمان ومكران وإلى كابل وطخارستان. فكان هذا الجزء صفوة الأرض. وهو من الأرضين بمنزلة الرأس والسرة والسنام والبطن. أما الرأس ، فإن ملوك أقطار الأرض مذ كان ايرج بن أفريدون ، كانت دائنة لملوكنا يسمونهم أملاك الأرض ويهدون لهم صفايا ما في أرضهم.
وأما السرة ، فإن أرضنا وضعت من الأرضين موضع السرة من الجسد في البسطة والكرم وفيما جمع لنا مما نرئسهم به. فأعطينا فروسية الترك وفطنة الهند وصناعة الروم ، وأعطينا في كل شيء من ذلك الزيادة على ما أعطوا ، وأصفينا ما حرموا بأدب الدين في أدب الملك. وأعفينا إلى مسام سيماء مشترعة في صورنا وألواننا وشعورنا كما شوهت سائر الأمم بصنوف الشهرة من لون السواد وشدة الجعودة والسبوطة وصغر العيون وقلّة اللحى. فأعطينا الأوساط من المحاسن والشعور والألوان والصور والأجسام.
وأمّا السنام ، فإن أرضنا على صغرها عند بقية الأرضين هي أكثر منافع والين عيشا من جميع ما سواها.
وأمّا البطن ، فإن الأرضين كلها تجلب إليها منافعها من علمها ورفقها وأطعمتها وأدويتها وأمتعتها وعطرها كما تجبى الأطعمة والأشربة إلى البطن.
وقال الواقدي : شاور عمر بن الخطاب رضي الله عنه الهرمزان في فارس وإصبهان وآذربيجان. فقال الهرمزان : إن إصبهان وآذربيجان الجناحان. فإن قطعت الجناحين ، بقي الرأس. وإن قطعت الرأس وقع الجناحان ، فابدأ بالرأس.
وكان أول من جمع فارس وملكها ، أردشير بن بابك بن ساسان ، وهو أحد ملوك الطوائف وكان على إصطخر ، وهو من أولاد [٩٠ أ] الملوك المتقدمين قبل ملوك الطوائف. فرأى أنه وارث ملكهم فكتب إلى من بقربه من ملوك فارس ومن