القول في همذان
قال أبو المنذر هشام بن السائب الكلبي : سميت همذان بهمذان بن الفلوج بن سام بن نوح عليه السلام. وهمذان وإصبهان أخوان ، بنى أحدهما إصبهان والآخر همذان. فسميت كل مدينة منهما باسم بانيها. وسميت نهاوند لأنهم وجدوها كما هي. ويقال إنها من بناء نوح عليه السلام. وإنما هي نوح أوند. أي أنها من بناء نوح وهي أعتق مدينة بالجبل.
قال : وقرأ عليّ بعض النصارى كتابا بالسريانية فيه أخبار الملوك والبلدان ، فترجمه لي وذكر أن الذي بنى همذان ملك يقال له كرميس بن حليمون. وذكر بعض الفرس أن اسم همذان مقلوب. إنما هو ناذمه ومعناه المحبوبة.
وروي عن شعبة قال : الجبال عسكر وهمذان معمعتها وهي أعذبها ماء وأطيبها هواء.
وقال ربيعة بن [١١١ أ] عثمان : كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة أربع وعشرين من الهجرة.
وفي خبر آخر قال : وجه المغيرة بن شعبة (١) ـ وهو عامل عمر بن الخطاب على الكوفة بعد عزل عمار بن ياسر عنها ـ جرير بن عبد الله البجلي إلى همذان في سنة ثلاث وعشرين ، فقاتله أهلها وأصيبت عينه بسهم فذهبت. فقال احتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونوّر لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله.
__________________
(١) من هنا إلى قوله (في آخر سنة ثلاث وعشرين) في فتوح البلدان ٣٠٦.