القول في الري والدنباوند
قال ابن الكلبي : سميت الريّ برويّ من بني بيلان بن إصبهان بن فلوج بن سام. قال : وكان في موضع المدينة بستان. فخرجت بنت روي يوما إليه فإذا هي بدراجة تأكل تينا فقالت : بورأنجير. يعني أن الدراجة تأكل تينا. فاسم المدينة في القديم بورأنجير. ويغيرونه أهل الري فيقولون بهزويد.
وقال لوط بن يحيى (١) : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عمار بن ياسر ـ وهو عامله على الكوفة ـ بعد شهرين من فتح نهاوند يأمره أن يبعث عروة بن زيد الخيل الطائي إلى الري ودستبى في ثمانية آلاف ، ففعل. وسار عروة لذلك. فجمعت له الديلم ، وأمدّهم أهل الري ، وقاتلوه فأظهره الله عليهم فقتلهم واجتاحهم.
وقال جعفر بن محمد الرازي (٢) : لما قدم المهدي الريّ في خلافة المنصور ، بنى مدينة الري التي بها الناس اليوم وجعل حولها خندقا وبنى فيها مسجدا جامعا. وجرى ذلك على يد عامر بن الخصيب ، وكتب اسمه على حائطها. وتمم عليه سنة ثمان وخمسين ومائة وجعل لها فصيلا يطيف به فارقين آخر وسماها المحمدية. فأهل الري يدعون المدينة الداخلة : المدينة. ويسمون الفصيل : المدينة الخارجة. والحصن المعروف بالزنبدي في داخل المدينة المعروفة بالمحمدية. وقد كان
__________________
(١) البلاذري : فتوح ٣١٣.
(٢) هو جعفر بن محمد الجرجاني الرازي الخواري ، أبو عبد الله. (مجمع الرجال ٢ : ٣٦) وروايته عن قدوم المهدي إلى الري لدى البلاذري ٣١٥.