القول في خلق الأرض
قال الله عزّ وجلّ : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) قال : وسئل النبيّ (صلى الله عليه وسلم) عن الأرض : سبع هي؟ قال : نعم ، والسماوات سبع. وقرأ : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ ، وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ). فقال رجل : فنحن على وجه الأرض الأولى؟ قال : نعم ، وفي الثانية خلق يطيعون ولا يعصون ، وفي الثالثة خلق ، وفي الرابعة صخرة ملساء ، والخامسة ضحضاح من الماء ، والسادسة سجّيل وعليها عرش إبليس ، والسابعة ثور. والأرضون على قرن الثور ، والثور على سمكة ، والسمكة على الماء ، والماء على الهواء ، والهواء على الثرى ، والثرى منقطع فيه علم العلماء.
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهميّ : صورة الدنيا على خمسة أجزاء كرأس الطير والجناحين والصدر والذنب. فرأس الدنيا الصين ، وخلف الصين أمّة يقال لها واق واق ، ووراء واق واق من الأمم ما لا يحصي إلا الله. والجناح الأيمن الهند ، وخلف الهند البحر ، وليس خلفه خلق. والجناح الأيسر الخزر ، وخلف الخزر أمّتان ، يقال لإحداهما منشك وماشك ، وخلف ماشك ومنشك يأجوج ومأجوج من الأمم ما لا يعلمها إلّا الله. وصدر الدنيا مكّة والحجاز والشام والعراق ومصر. والذنب من ذات الحمام إلى المغرب ، وشرّ ما في الطير الذنب. وقال ابن عبّاس : الأرض كلّها أربعة آلاف فرسخ في مثل ذلك ، تكون ستّة عشر ألف ألف فرسخ. وقال أمير المؤمنين (رضي الله عنه) : الأرض طولها مسيرة خمس مائة سنة : أربع مائة خراب ، ومائة عمران. قال : وفي يد