القول في مكة
قال ، عبد الله بن عمرو بن العاص : سمّيت بكّة لأنها كانت تبكّ أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم ـ أي تدقّ ـ وقال إبراهيم بن أبي المهاجر : بكّة موضع البيت ، ومكّة موضع القرية. وسمّيت بذلك لاجتذابها الناس من الآفاق. وقالوا : سمّيت بكّة لأن الأقدام تبكّ بعضها بعضها ـ أي تزدحم ـ وسمّي البيت العتيق لأنه أعتق من الجبابرة. وهي أمّ القرى ، وأمّ الرّحم ، لأن الرّحمة تنزل بها. ومن أسمائها : صلاح ، وناسّة لقلّة الماء بها ، وبنيّة الأمين.
قال النبيّ (صلى الله عليه وسلم) : «ما من نبيّ هرب من قومه إلّا هرب إلى الكعبة يعبد الله فيها حتى يموت» وقال (عليه السلام) : «إن قبر هود وشعيب وصالح فيما بين زمزم والمقام ، وإن في الكعبة قبر ثلاثمائة نبيّ ، وما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود قبر سبعين نبيّاً» وقال (صلى الله عليه وسلم) : «من مات في حجّ أو. عمرة لم يعرض ولم يحاسب ، وقيل له : أدخل الجنّة بغير حساب». وقال (صلى الله عليه وسلم) : «من صلّى في الحرم صلاة واحدة كتب الله له ألف صلاة وخمس مائة صلاة». وقال (صلى الله عليه وسلم) : «المقام بمكّة سعادة والخروج منها شقاوة». وقال (صلى الله عليه وسلم) : «الحاجّ والعمّار وفد الله إن سألوا أعطوا ، وإن دعوا أجيبوا ، وإن أنفقوا أخلف عليهم لكلّ درهم ألف درهم». وقال (صلى الله عليه وسلم) : «من صبر على حرّ مكّة تباعد منه جهنّم مسيرة مائة عام وتقرّبت منه الجنّة مسيرة مائتي عام». وقال الكلبيّ : لمّا قال إبراهيم : (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً) ... (وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ) الآية استجاب الله له فأمن فيه الخائف ورزق أهله من الثمرات ، يجلب إليهم من الآفاق ، وقيل قرية من قرى الشام ، فيقال إنها الطائف وقال مقاتل : من نزل بمكّة والمدينة من غير أهلهما محتسبا حتى يموت دخل في