ولكن (١)
______________________________________________________
إلّا اذا لوحظ حالة لمعنى آخر ومن خصوصياته القائمة به ويكون حاله كحال العرض فكما لا يكون فى الخارج الا فى الموضوع كذلك هو لا يكون فى الذهن الا فى مفهوم آخر ولذا قيل فى تعريفه بانه ما دل على معنى فى غيره فالمعنى وان كان لا محاله يصير جزئيا بهذا اللحاظ بحيث يباينه اذا لوحظ ثانيا كما لوحظ اوّلا ولو كان اللاحظ واحدا إلّا ان هذا اللحاظ لا يكاد يكون مأخوذا فى المستعمل فيه وإلّا فلا بد من لحاظ آخر متعلق بما هو ملحوظ بهذا اللحاظ بداهة ان تصور المستعمل فيه مما لا بد منه فى استعمال الالفاظ وهو كما ترى هذا هو الاشكال الثانى من انه لو كان المراد انها حاكية عن الجزئيات الذهنية بان المعنى لا يكاد يكون حرفيا إلّا اذا لوحظ حالة وآلة للغير كما انه لا يكاد يكون اسميا إلّا اذا لوحظ استقلالا فيلزم ان يكون جزئيا ذهنيا بواسطة اخذ قيد اللحاظ فيه لان اللحاظات وجودات ذهنية متباينة كتباين الوجودات الخارجية ولكن فيه انه يلزم منه اجتماع اللحاظين فى مقام الاستعمال احدهما ما هو المأخوذ فى ناحية نفس المعنى والمستعمل فيه وثانيهما ما به قوام الاستعمال فان الاستعمال من الامور الاختيارية لا بد وان يكون مسبوقا بلحاظ المستعمل فيه واطرافه حتى يتحقق الاستعمال فاذن يلزم تعدد اللحاظ بالاضافة الى معنى واحد وهو خلاف الوجدان وتعلق اللحاظ بما هو ملحوظ بهذا اللحاظ لغو بل محال لاستحالة تقيد المعنى باللحاظ المتأخر عنه ـ ذكر فى الكفاية ، ج ١ ، ص ١٤ ، مع انه يلزم ان لا يصدق على الخارجيات لامتناع صدق الكلى العقلى عليها حيث لا موطن له الا الذهن فامتنع امتثال مثل سر من البصرة إلّا بالتجريد والقاء الخصوصية الخ ـ هذا هو الاشكال الثالث وملخصه عدم صدقه على الخارجيات لان الامر المقيد باللحاظ الذهنى كلى عقلى لا موطن له الا الذهن فيلزمه امتناع امتثال مثل قوله سر من البصرة الى الكوفة الا مع التجريد والحاصل لا يصح الحمل ولا يمكن الامتثال بدون تجريد الموضوع والمحمول عن التقييد بالوجود الذهنى لعدم انطباق ما فى الذهن على ما فى العين كما لا يخفى.
(١) ثم ان المحقق الماتن قدس الله تربته الزكية قام فى بيان التوجيه للقول الأول من اتحاد معنى الاسم والحرف ومع ذلك ليس الاختلاف فى كيفية الاستعمال وملخصه ان الغرض من وضع الحروف مثلا تفهيم معناها حالكونه ملحوظا باللحاظ الآلي لملاحظة خصوصية حال المتعلق بنحو القضية الحينية وفى الاسماء تفهيم معناها حالكونه ملحوظا باللحاظ الاستقلالى فلا جرم يتضيق من اجله دائرة موضوع وضعه ايضا بنحو يخرج عماله من سعة الاطلاق ويختص بذات المعنى لكن فى حال كونه ملازما مع اللحاظ الآلي فى الحروف