فى عالم الذهن كخارجه (١) ولعل منشأ اشتباهه تعبيرهم ان من للابتداء والى للانتهاء ولعل للترجى وليت للتمنى ولام الامر للطلب (٢) اذ (٣) هذه كلها (٤) من غير مقولة الاضافة (٥) وجعل (٦) الفرق بين الاسم والحرف بحسب قيام هذه المعانى بغيرها فى الحرف واستقلال وجودها فى الذهن فى الاسماء ، ولكن فيه غفلة وذهول كيف (٧) ولازمه عدم احتياج المعانى الحرفية الى الطرفين بل يكفيه
______________________________________________________
جوهرية والمعان الحرفية معان عرضية قائمة بها فكما ان الاعراض فى مقام تحصيلها وقوامها لا تحتاج الى موضوع وان ما به الاشتراك فيها عين ما به الامتياز لبساطتها فهى فى كل مرتبة بسيطة فكذلك المفاهيم الحرفية ايضا بسائط فى مقام مفهوميتها ويحتاج فى مقام وجودها فى عالم الاستعمال الى مفاهيم اسمية حتى تتحقق بها الخ.
(١) والفرق بين هذا القول وسابقه واضح فان المعنى الحرفى على هذا القول كان من قبيل المحمولات بالضميمة المرتبط وجودها بالغير نظير الاعراض الخارجية كالسواد والبياض وهو الشيء المرتبط وجوده بالغير بخلاف القول المتقدم فان المعنى الحرفى على ذلك كان من سنخ الروابط والاضافات المتقومة بالطرفين والربط بالطرفين.
(٢) فالتعبير بذلك اوجبهم الوقوع فى الاشتباه وتخيلوا انها من قبيل الاعراض الخارجية فمفاهيم الحروف لا توجد فى الذهن الا حالة لمدخولاتها فمفهوم من مثلا ليس هو فى الذهن من طبيعة الابتداء التى يمكن ان يخبر عنها وتلاحظ مستقلة بل الابتداء الذى هو حالة للبصرة او غيرها من مدخولات هذه الكلمة.
(٣) تعليل لمنشا الاشتباه.
(٤) اى بحسب التعبير.
(٥) وهو القائم بالطرفين.
(٦) كما صرح فى الكلام المنقول اولا فراجع.
(٧) ثم قام المحقق الماتن قدسسره فى مقام الاشكال على هذا القول وهو القول الثالث ، وهذا هو الاشكال الاول فانه لو كان من سنخ الاعراض لما كان محتاجا الا الى طرف واحد لا الى طرفين والوجدان يحكم باحتياجهما الى الطرفين فان قولك الماء فى الكوز او سرت من البصرة ونحو ذلك لا يرى من لفظ فى ومن الا الروابط الخاصة الذهنية بين مفهومى الماء والكوز ومفهومى السير والبصرة لا انه يرى من لفظ فى الشيء المرتبط بالغير نظير السواد والبياض ولذلك لا يصح الاكتفاء ايضا بذكر متعلق واحد بقولك سرت او من البصرة بل لا بد من ذكر المتعلقين فان ذلك شاهد صدق على كون مدلول الحروف من سنخ