و (١) من التأمل فى ما ذكرنا (٢) ظهر معنى الهيئات (٣) الطارية على الكلمة (٤) او الكلام (٥) بعد ما كان سنخ معانيها (٦) سنخ الحروف من كونها من سنخ النسب والارتباطات ، وإن كان بينهما فرق (٧) من حيث ان معانى الحروف من سنخ الاضافة
______________________________________________________
للهيئة فى الذهن اضيف صفة الموجدية فى الرواية الى الاداة فعبر عنها بهذه العناية بانها اوجدت معنى فى غيره ثم المثال لتوجيه الرواية قال عليهالسلام خمس صلوات فى الليل والنهار ، فينبأ ويخطر بظرفية الليل والنهار لوجوب الصلاة الخمس بكلمة فى الموضوعة للنسبة الظرفية ويكون موجدا لنسبة بين الصلاة والزمان الليل والنهار فى الذهن وعلة لتحقق الهيئة فى الذهن كاحداثها فيها خارجا وبما ان بين اللفظ والمعنى شدة العلاقة لمكان الاداة اوجدت ذلك ، وان شئت قلت النسبة بين زيد والدار تتصور فى الذهن وهذه النسبة علة لتحقق الهيئة كما هى موجودة فى الخارج وبما ان اللفظ حاك عن النسبة وله اتحاد مع المعنى فكان اللفظ اوجد الهيئة ولو كان فى الحقيقة هو المعنى كما هو واضح ـ هذا كله مضافا الى ان مسألتنا هذا ليست من المسائل التى يستدل بها باخبار الآحاد مع اختلاف النسخ وعدم تمامية السند كما لا يخفى.
(١) الامر الرابع يقع الكلام فى الهيئات.
(٢) فى شرح المعانى الحرفية من انها هى النسب والروابط الذهنية القائمة بالطرفين كسرت من البصرة وامثال ذلك.
(٣) حيث ان مداليل الهيئات ايضا عبارة عن النسب والروابط الذهنية القائمة بالمفاهيم.
(٤) كما فى المشتقات من النسبة الصدورية والحلولية والوقوعية وامثالها فى الفاعل والنسبة الماضوية فى الماضى والنسبة الحالية والاستقبالية فى المضارع وامثال ذلك.
(٥) كما فى قولك زيد قائم حيث ان مفاد الهيئة فى تلك الجملة عبارة عن النسبة الكلامية والربط القائم بين المفهومين وهو مفهوم زيد ومفهوم القيام.
(٦) اى سنخ معانى الهيئات وهى النسب والروابط.
(٧) ويتضح الفرق بعد مقدمة وملخصها ان الوجودات فى العين على انحاء منها وجود الجوهر ومنها وجود العرض باقسامه التسعة المعبر عنه بالوجود الرابطى ومنها ربط الاعراض بموضوعاتها المعبر عنه بالوجود الرابط ، والعرض من حيث افتقاره الى الموضوع ينقسم الى قسمين احدهما ما يستغنى بموضوع واحد مثل مقولة الكيف والكم ، وثانيهما ما