بنسبة معنوية خارجة عن سنخ اللفظ ـ وكذا (١) التصور غير التصديق والفصاحة (٢) غير البلاغة وهكذا الامر (٣) فى ذوات الادلة التى هى موضوع علم الاصول بل وفى بعض مسائل الفقه لا يتصور جامع ولو معنويا مع غيرها وان نسبتها كنسبة الوجود والعدم وذلك كالصوم والصلاة مثلا بعد ما كان الصوم عبارة عن نفس التروك بشهادة انه لو تبيّت فى الليل ونام الى الغروب كان صومه صحيحا بلا اشكال وبديهى انه ليس من سنخ الصلاة وغيرها من سائر الافعال (٤) فحينئذ اين موضوع
______________________________________________________
معنوية خارجة عن سنخ القول واللفظ فلا يمكن ح دعوى كون الجامع بينهما هو ما يتلفظ به من القول واللفظ مع تقوم الكلام بامر معنوى خارج عن سنخ اللفظ او يكون معا جامعا وحدانيا بين موضوعات مسائل النحو بل الكلمة جامعة بين موضوعات بعض المسائل والكلام جامع آخر بين موضوعات بعضى المسائل الآخر وعليه يلزم المحذور من كونه علمين لتعدد موضوعه وذلك كلّه فى موضوع علم النحو وهو الكلمة والكلام.
(١) وكذا لا جامع بين التصور وهو لحاظ مفردات القضية ودلالة اللفظ على تمام ما وضع له والتصديق وهو مع ثبوت النسبة والحكم فى القضية وذلك فى موضوع علم المنطق وهو المعلوم التصورى والتصديقى.
(٢) فان الفصاحة ما يكون الكلام سالما عن مخالفة القوانين والتنافر وخالصا عن الغرابة والتعقيد المعنوى واللفظى واما البلاغة فهي القاء الكلام على وفق مقتضى الحال وذلك فى موضوع علم البيان وهو الفصاحة والبلاغة.
(٣) فان من البداهة انه لا جامع متصور فيها من جهة ان عمدة مسائلها انما هى حجية الامارات الملحوظة فيها جهة الإراءة والكاشفية عن الواقع والاصول الملحوظة فيها جهة عدم الإراءة عن الواقع والسترة عنه ولا جامع بين الإراءة واللاإراءة عن الواقع فى طرفى النقيض.
(٤) وكذا لا يتصور جامع ولو معنويا وسنخية مشتركة فى كثير من المسائل الفقهية كالصوم الذى عبارة عن الترك ولذا لو نوى الصوم فى الليل ونام الى الغروب يكون صومه صحيحا والصلاة التى هى مركبة من الامور الوجودية فاىّ جامع ذاتى يتصور بين الوجود والعدم بل كذلك نفس الصلاة فانها مركبة من مقولات متعددة كالفعل والاضافة والوضع ونحوها فاىّ جامع يتصور كذلك حتى يكون موضوعا لهذه العلوم ويمتاز به عن الفن الآخر ويكون تمايز العلوم بتمايز موضوعاته كما لا يخفى.