توضيحه موكول الى محله إن شاء الله تعالى مقاله (١) فى حقيقة الدلالة واقسامها (٢) فنقول اولا (٣) ان حقيقة الدلالة عبارة عن إراءة شىء لشىء (٤) من جهة ارتباط خاص بينهما ناشئة (٥) عن الجعل (٦) تارة وقائمة بذاتها (٧) اخرى وذلك (٨) ايضا تارة على وجه لا يكون الواسطة فى ثبوتها الانفس ذاتها بلا دخل لشيء آخر فيه (٩) واخرى على وجه يكون (١٠) بجهة خارجة من ذاتها من مثل الطبيعة (١١) او شدة الانس بينهما لكثرة استعمال (١٢) او غيره (١٣)
______________________________________________________
يوجب الانحصار به وترتب الثمرة على هذا البحث.
(١) نموذج ٦ فى الدلالة واقسامها.
(٢) وتحقيق الكلام فيها يكون فى ضمن امور.
(٣) الامر الاول فى بيان حقيقة الدلالة وهى انتقال النفس من تصور امر الى تصور امر آخر لملازمه بين التصورين اتفاقا كالشيء بالشىء يذكر ونحوه او لاعتقاد النفس الملازمة بين المتصورين وهو العمدة وجامعه هو إراءة شيء لشىء من جهة ارتباط خاص بينهما.
(٤) كاراءة العلم للفسخ مثلا.
(٥) الامر الثانى فى بيان اقسام الإراءة من ناحية منها وهى اما جعلية او ذاتيه.
(٦) وهى الملازمة التى منشؤها جعل جاعلها لغاية ما كالملازمة التى جعلها ناصب العلم على رأس الفرسخ لينتقل من يراه الى كون مركزه هو رأس الفرسخ.
(٧) وهى الملازمة الذاتية بان كان منشأ اقتضاء ذات احد المتلازمين الآخر كملازمة العلة والمعلول كالنار للحرارة او اقتضاء امر ثالث لهما كملازمة المعلولين لعلة واحدة كالنار للحرارة والضياء.
(٨) اى ذلك الارتباط الخاص فى بيان توضيح الذاتية والجعلية.
(٩) بان يقتضى ذات احد المتلازمين للآخر فيكون الارتباط ذاتيا.
(١٠) الواسطة فى ثبوتها امر خارج عن ذاتها بطبع او جعل.
(١١) كدلالة أح أح على وجع الصدر.
(١٢) بان صار حقيقة فى المعنى بكثرة الاستعمال.
(١٣) كالوضع فيكون وضع الواضع اللفظ ليدل بوجوده الخارجى على وجود معناه فى نفس المتكلم به فتكون الملازمة المجعولة بين اللفظ الذى ينطبق به المتكلم والمعنى الذى يتصوره موجبة لانتقال ذهن السامع لذلك اللفظ الى وجود معناه فى ذهن المتكلم به.