العلوم الفلسفية (١) والرياضية (٢) موضوع وحدانى سار فى موضوعات مسائلها بنحو تكون الخصوصيات المأخوذة فى مسائلها على فرضها من (٣) قبيل من الجهات التعليلية (٤) لطرو العرض على ذات الموضوع المزبور مستقلا (٥) نظير الفاعلية والمفعولية بالاضافة الى عروض الرفع والنصب مثلا على ذات الكلمة (٦) فضلا عما لا يكون الموضوع متخصصا بالجهة التعليلية ايضا بل لا يكون تخصّصه الا من قبل
______________________________________________________
على حده بحسب اجزاء جسم الانسان وجوارحه من العين والاذن والمعدة والكلا والعصب والمخ والحلق والانف والداخلية والقلب الى غير ذلك لصعوبة العلم بجميع موضوعاته لشخص واحد ـ ففى هذا القسم من العلوم لا يمكن ان لا يكون لها موضوع بل القول بعدمه خلف لان المفروض انهم عيّنوا حقيقة من الحقائق ووضعوها للبحث عن حالاتها ولا معنى للموضوع الا هذا.
(١) فانهم عرفوا الحكمة بانها العلم باحوال اعيان الموجودات على قدر الطاقة البشرية وجعلوا موضوعها مفهوما عاما يشمل جميع الحقائق وهو مفهوم الموجود وبهذا الاعتبار يقسمون الحكمة الى النظرية والعملية والنظرية الى الالهية والطبيعية والرياضية فهى بهذا الاعتبار علم واحد له موضوع واحد مندرج فيه جميع العلوم الحقيقية التى ليس الغرض منها الا معرفة حقائق الاشياء ولكنهم مع ذلك افردوا البحث عن بعض الحقائق وجعلوه علما على حده وسمّوه باسم مخصوص.
(٢) فانّهم بحثوا عن احوال الجسم وسمّوه بعلم الطبيعة وعن احوال الكم والمقدار وسمّوه بالرياضيّات.
(٣) اى على فرض وجود هذه الخصوصيات.
(٤) الفرق بين الجهة التعليلية والتقييدية هى ان التقييدية ما يكون الموضوع والمعروض مقيدا به كالماء المتغير والجهة التعليلية ما كانت الخصوصية علّة غائية لعروضه كقوله «ع» ماء البر واسع لأن له مادة ، وسائل ، باب ١٤ من ابواب الماء المطلق ، ح ٦ ، فيكون المقصود بيان علّة الشيء لا تقييده كما فى الأولى.
(٥) فانه يبحث عن عوارض بدن الانسان من جهة البصر او الاذن او الحلق وامثال ذلك وينتزع العرض من صميم الذات.
(٦) فالكلمة مرفوعة لكونها فاعلا وهكذا.