العارض (١) وذلك مثل ابحاث علم الحساب المبحوث فيه عن الاعراض الطارية على نفس العدد (٢) ككون العدد اوّليّا (٣) او اصمّ او كالجمع والتفريق والضرب والتقسيم واعمال الكسور او كابحاث علم الهندسة المتعرض للوازم المقدار (٤) العارضة له غالبا بنفسه كمبحث الاشكال والنظريات الهندسية وح نقول ان فى امثال هذه العلوم امكن دعوى وجود موضوع وحدانى للعلم المبحوث فيه عن عوارضه الذاتية ولو بجهات عديدة ـ بل (٥)
______________________________________________________
(١) وملخصه ان موضوعات المسائل فى الحقائق على قسمين منها ما له جهة تعليلية توجب تخصيصه فموضوعها نفس الانسان لكن من جهة البصر او الاذن ونحوهما ـ واخرى لا يكون له جهة تعليلية فموضوع المسألة نفس موضوع العلم وتخصصه بالبحث عن عوارضه كعلم الحساب فموضوعه العدد وهو موضوع المسألة فيبحث عن عوارضه ولعلّه من هذا القبيل بعض مسائل الفلسفة والحكمة فان موضوعها الموجود وموضوع مسألة منها ايضا الوجود ويبحث فيه ان الوجود اشرف من العدم ولذا قال صاحب الكفاية قدسسره ، ج ١ ، ص ٢ ، هو نفس موضوعات مسائله عينا وما يتحد معها خارجا وان كان يغايرها مفهوما تغاير الكلى ومصاديقه والطبيعى وافراده انتهى والجملة الاولى اشارة الى ما ذكرنا والجملة الثانية هو غالب المسائل كالكلمة والفاعل مرفوع.
(٢) فالموضوع لعلم الحساب عندهم هو الكم المتصل.
(٣) يطلق الأوّلي على ما لا ينقسم الاعلى نفسه وعلى واحد وهو الفرد مثل ١١ ـ ١٣ ـ ولعل المراد من الاصم هو الزوج كاثنين واربع وهكذا.
(٤) والمقدار اسم اصطلاحا لكمية متصلة التى يتناول الجسم والسطح والخط والثخن اسم لحشو ما بين السطوح وهو الارتفاع ـ والموضوع لعلم الهندسة هو الكم المتصل عندهم.
(٥) يقول قدسسره كما عرفت الاشارة اليه انه يتعين ان يكون تمايز امثال هذه العلوم بالموضوعات لا الغايات والوجه فى ذلك ان الغاية غالبا متحده كمعرفة حقائق الاشياء فى الحكمة والفلسفة وينشعب الى علوم متعددة ومعرفة احوال الانسان فى علم الطب وهكذا وانما تختلف تلك العلوم بحسب موضوعاتها اما بالتباين كالعلم بعوارض البصر مع العلم بعوارض الذاتية للاذن او الحلق وامثال ذلك او بالعموم والخصوص كالعلم بالصحة العامة للجسم مع العلم بعوارض الذاتية للبصر بالخصوص وهكذا.