رام وأجر وامثل هذه القاعدة فى علومهم ايضا فوقعوا من الالتزام بهذا المسلك فى علومهم الادبية والنقلية فى حيص وبيص وربّما التزموا بمحاذير ربما نشير اليها فى طى الكلام ـ فالأولى جعل العلوم صنفان صنف لا يكون امتيازها الا باغراضها وصنف لا يكون امتيازها الا بموضوعاتها وحيث كان الامر كذلك (١) فلا محيص لنا ايضا من شرح الموضوع وشرح العوارض الذاتية الواقعة فى كلماتهم عند تعريفهم موضوع العلم كى تكون على بصيرة فى جميع العلوم.
فنقول (٢) وعليه التكلان ان توضيح هذه العويصة (٣) ايضا منوط بتمهيد مقدمتين (٤) إحداهما ان الاوصاف المنسوبة الى شيء (٥) تارة ينتزع من نفس ذات الشيء كالابيضية والموجودية المنتزعتين عن البياض والوجود (٦) واخرى منتزعة عن جهة خارجة عن ذات الموصوف ـ
وفى هذه الصورة (٧) تارة يكون اتصاف الذات به (٨)
______________________________________________________
(١) من كون بعض العلوم لا بدلها من الموضوع خلافا لصاحب الكفاية من جعل التمايز فى جميع العلوم بالاغراض.
(٢) الامر الثامن فى بيان العوارض الذاتية.
(٣) فى شرح العوارض الذاتية المأخوذة فى تعريف موضوع كل علم عموما وهو ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية فالموضوع يكون له وجود جوهرى ضرورة ان كل قضية تتركب عن وجود جوهرى هو الموضوع ووجود رابطى وهو المحمول ووجود الرابط وهو النسبة بينهما والمحمول فى العلم مسائله.
(٤) ذكر قدسسره ان توضيح المرام يحتاج الى مقدمة فى بيان امرين وبتعبيره قدسسره تمهيد مقدمتين وفى التعبير تسامح لان المقدمة واحدة لا متعددة ـ المقدمة الاولى.
(٥) المشهور والمعروف ان الاوصاف والعوارض على سبعة اقسام.
(٦) القسم الاول ان ينتزع الوصف كما فى المثال عن نفس ذات الشيء من دون جهة خارجية فى البين زائدة على ذات الموصوف وهو المعبر عندهم باتصاف المعروض به بلا توسط امر آخر وهو الحمل الاولى الذاتى كالبياض ابيض والوجود موجود ونحوهما ولا اشكال فى كونه من العوارض الذاتية عندهم.
(٧) اى منتزعة عن جهة خارجة عن ذات الموصوف.
(٨) اى بالوصف.