.................................................................................................
______________________________________________________
ليس إلّا بجعل الالفاظ علائم للمعانى ارتفع النزاع بيننا وبينه وصحت لنا دعوى الاتفاق على الامكان حتى فى متعارف المحاورات ـ الى ان قال ـ واعلم ان اقوى ادلة الامكان واسدّها الوقوع وهذا النحو من الاستعمال واقع كثيرا وهو كثير من المواقع حسن جيد جدا وعليه تدور رحى عدة من نكات البدائع ـ الى ان قال ـ فانظر اذا شئت الى قول القائل فى مدح النبى الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم من البسيط ، المرتمى فى دجى والمبتلى بعمى والمشتكى ظماء والمبتغى دينا ياتون سدّته من كلّ ناحية ويستفيدون من نعمائه عينا ، تراه قد استعمل الكلمة الأخيرة من البيت الثانى فى معان أربعة يوضحها البيت الاول ـ اى ارادة المعان الأربعة للعين فالمرتمى فى دجى اى الرمى فى الظلمة يستفيد من عين الشمس والمبتلى بالعمى فى البصر يستفيد من عين البصر والمشتكى بالظمإ اى بالعطش يستفيد من عين الماء والمبتغى اى الطالب للدين يراد عين الحقيقة فيستفيد من عين الماء والمبتغى اى الطالب للدين يراد عين الحقيقة فيستفيد منها وسدّ اى المقصد ـ والى قول القائل فى جواب السائل من الكامل اىّ المكان تروم ثمّ من الّذى تمضى له فأجبته المعشوقا اراد بالكلمة الأخيرة معناه الاشتقاقى وقصرا كان للمتوكل بسامراء ـ اى فاستعمل المعشوق فى القصر المتوكل والمرأة المعشوقة ـ وقول المشتكى طول ليلته ودماميل فى جسده وما لليلى وما لها فجر ـ اى استعمل الفجر فى ضوء الصباح وانفجار الدماميل ـ ولا ادرى ما ذا يقول المانع فى هذه الابيات الثلاثة ونظائرها الكثيرة فهل يصادم الوجدان ويزعم اهمال الالفاظ الثلاثة اعنى العين والمعشوق والفجر وعدم استعمالها فى معنى اصلا ولازمه انعدام معنى كل بيت باجمعه ضرورة توقف معانى سائر الفاظه على وجود المعنى للقافية او يلتزم باستعمالها فى احد المعانى ولا يكترث بامتناع الترجيح بلا مرحج وح يلزم اللغوية فى سائر الفاظ البيت فلو حمل مثلا لفظ العين فى البيت الاول على ارادة الشمس صلح اول البيت ولزم اللغو فى سائر الفاظه او المعشوق فى الثانى على المعنى الاشتقاقى لم يبق معنى لقوله اىّ المكان تروم وكذلك حمل الفجر فى الثالث على الصبح يلزم منه محذور اللغوية فى قوله وما له وهكذا الى آخر كلامه ، وتبعه فى ذلك ما هو المعبر عنه فى بعض المواضع من كتابه بصاحبنا العلامة وهو المحقق الحائرى قدسسره فى درره ج ١ ص ٢٥ قال والحق الجواز بل لعلّه يعدّ فى بعض الاوقات من محسنات الكلام لان ما وضع له اللفظ هو ذوات المعانى باوضاع عديدة وليس فى كل وضع تقييد المعنى بكونه مع قيد الوحدة بالوجدان ولا يكون منع من جهة الواضع ايضا ضرورة ان كل احد لو راجع نفسه حين كونه واضعا للفظ زيد بازاء ولده ليس مانعا من استعمال ذلك اللفظ فى غيره ولا