مقالة (١) لا شبهة (٢) فى عدم دلالة الالفاظ على معانيها بنفس ذاتها بحيث يفهمه كل احد من اللفظ معناه بلا توسيط شيء آخر فى البين (٣) ولا اظن توهمه من احد فليس نظر من التزم بان دلالة الالفاظ مستندة الى المناسبات الذاتية (٤) الى كون المناسبة المزبورة مما يلتفت اليها كل احد وبتوسطها يفهم المعنى من نفس اللفظ بلا قرينة عامة او خاصة (٥) بل (٦) قصارى ما يتخيل فى
______________________________________________________
(١) الامر الاول فى بيان ان دلالة اللفظ على المعنى هل تكون بالوضع او بالطبع وبالذات.
(٢) لا ينبغى الشك فى ان دلالة الالفاظ على معانيها لا يكون بالطبع لان الدلالة الطبعية والذاتية لا يختلف باختلاف الاعصار والامم كدلالة أح أح على وجع الصدر بحيث يكون سماع اللفظ علة تامة لانتقال الذهن الى معناه فما حكى عن سليمان بن عباد من كون دلالة الالفاظ على معانيها بالطبع وان الارتباط بين اللفظ والمعنى بالذات من دون استنادها الى شيء آخر باطل جزما كما عرفت ـ واما اختيار الواضع اللفظ الخاص للمعنى المخصوص لا بد وان يكون لمرجح وذاك امر آخر غير كون الدلالة بالذات وبالطبع ـ قال استادنا الخوئى فى تعليقه الاجود ، ج ١ ، ص ١١ ، ودعوى الملازمة بين تصور اللفظ والانتقال الى المعنى بطلانها ظاهر وإلّا لما امكن الجهل باللغات اصلا ووقوع الجهل بها من اوضح الواضحات انتهى.
(٣) وهو الوضع.
(٤) اى المناسبة الذاتية بين اللفظ والمعنى ولشدة المناسبة يوجب وضع ذلك اللفظ لذلك المعنى.
(٥) من الوضع النوعى والشخصى.
(٦) الامر الثانى فى بيان لزوم المناسبة والربط بحسب الارتكاز بين اللفظ والمعنى