بالوجود الثابت يسمى عشقا وباثبات الوجود يسمى ارادة ولا ينافى اختلاف هذه العناوين (١) مع وحدة الحقيقة (٢) ومعلوم ان مثل هذا المعنى (٣) قابل للتعلق بالمحال ويغير المقدور ومع العلم بانتفاء شرط المأمور به كما انه بعد تسليم اساسهم الكاسد (٤) لا يبقى دعوى احد عليهم (٥) بان العقل لا يحكم باستحقاق العقوبة على مخالفة مجرد هذا البناء القابل للتعلق بالمحال اذ (٦) ح اين يبقى للعقل حكم فى حق المجبورين الذين هم مقهورين فى حيطة سلطانه و (٧)
______________________________________________________
فيقال له العشق وباعتبار تعلقه بالشيء غير الثابت وايجاد الشيء يسمى ارادة.
(١) باعتبار متعلقاته.
(٢) وهو البناء.
(٣) من البناء قابل للتعلق بالمحال ونحوه من الامر غير المقدور وانتفاء شرطه.
(٤) اى الدون وذلك بهذا التوجيه.
(٥) اى لا مجال لدعوى الاشكال عليهم بعدم حكم العقل باستحقاق العقوبة ووجوب الطاعة وحرمة المعصية على مخالفة نفس البناء القابل للتعلق بالمحال ومعه كيف يمكن ان يكون مدلول الخطاب هو هذا البناء مع ان مخالفة الخطاب الايجابى موضوع حكم العقل باستحقاق العقاب عليها فى نظر العقلاء فيكشف عن ان مدلول الخطاب ليس البناء.
(٦) تعليل لعدم حكم العقل.
(٧) هذا جواب الاشكال بان العقاب انما جاء من توعيد الشارع والثواب بوعده والبناء المزبور بعد ما كان محكيا للامر يكون موضوعا للوعد والتوعيد ايضا ولا تلازمان للارادة فقط بل يترتبان على الوعد بيان ذلك ان الاشاعرة لا يقولون باستحقاق العقاب والثواب عقلا بالمخالفة والموافقة لانهم قائلون بكون المكلفين مجبورون فى الافعال ولا يرون ثبوت الحسن والقبح العقلين وما يتفرّع عليهما فلا حكم للعقل بذلك اصلا بل يرون ان استحقاق الثواب والعقاب تابع للوعد والوعيد من