بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين. امّا بعد ، فيقول مؤلف هذا السفر الجليل المحتاج الى رحمة ربه الحاج السيّد عباس المدرّسي اليزدي نجل المرحوم سماحة آية الله العظمى السيّد يحيى المدرّسي اليزدي قدسسره ان لكل علم مرتبة من الفضل والكمال في قبال الجهل به ولصاحبه درجة رفيعة عن غيره والعلوم على قسمين قسم يرجع الى العقيدة والالتزامات النفسانية وكيفياتها واهمها علم الكلام وهو العلم بالمبدإ والمعاد وهو معرفة المعبود واوصافه واولياء النعم والجزاء فانه ينجى به المخلوق عن الهلاكة الابدية وهي العلة الغائية لخلق الممكنات قال الله تعالى : (ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) اى ليعرفون. وقسم آخر يرجع الى العمل وهو العلم بالاحكام الشرعية وهو الذى يوصل به الى الدرجات الرفيعة والكمالات النفسانية والمعنوية وكلما كان العمل عن علم وبصيرة وفقه وفهم عن مداركها كان اكثر فضلا واعلى مرتبة كمالا فلذا علم الفقه افضل العلوم بعد علم الكلام ولا يصير المكلف ذو بصيرة في الفقه عن مستندها الّا عند احتوائه وتسلطه بجميع شئونه ومقدماته القريبة والبعيدة وعمدتها اصول الفقه فانه كبرى مسائل الفقهية استنتاجا ويكون اساس الفقه وابزارها وبه يرد الفروع الى الاصول والاصول الى الفروع فكل مسألة منها