كتاب تفسير غريب القرآن
رواة الكتاب :
إن الراوي الأول لكتاب تفسير غريب القرآن هو أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي القرشي مولى بني هاشم وقد نشأ في الكوفة ثم انتقل إلى واسط واستقر فيها. ولم تذكر المصادر سنة ولادته لكنها ذكرت بعض أسماء أساتذته منهم الإمام محمد بن علي الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق ، وزيد بن علي ، وسفيان الثوري وغيرهم. وروى عنه جماعة منهم عطاء بن السائب ، وإبراهيم بن زياد الطائي ، وجعفر بن زياد الأحمر وغيرهم.
عرف عنه اهتمامه بجمع الحديث وملازمته لزيد بن علي وكان في سبيل ذلك يكثر السفر إلى المدينة المنورة ليسمع الحديث والفقه والتفسير منه. وقال عن هذه الملازمة «صحبت زيدا بالمدينة قبل قدومه الكوفة خمس سنين أقيم عنده كل سنة أشهرا كلما حججت ثم فارقته حتى قدم الكوفة وحتى قتل صلوات الله عليه فما أحدّث عنه الحديث إلّا وسمعته مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو أكثر من ذلك» (١).
اختلف أصحاب الجرح والتعديل والمؤرخون في صحة ما يرويه هذا الرجل من أحاديث اختلافا كبيرا فقد عدّه أحدهم من المتروكين ، وقال آخر عنه إنه غير ثقة ، وأضاف ثالث أنه يضع الحديث (٢) ، على حين عده آخرون من الثقات الذين يحتج بروايتهم ، ونقلوا في ذلك آراء كبار العلماء في توثيقه (٣). على حين حاول فريق آخر تفنيد كل ما اتهم به من مثالب. وتوصل إلى أنه من أكثر الناس ثقة وتحرصا ودقة (٤) ، وضمن فريق آخر كثيرا من الروايات التي
__________________
(١) طبقات الزيدية ٤ / ٢١١.
(٢) انظر الجرح والتعديل للرازي ٣ / ٢٣٠ والمجروحين للبستي ٢ / ٧٦ وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٦ ـ ٢٧.
(٣) انظر رجال الكشي ٢٠١.
(٤) انظر طبقات الزيدية ٤ / ٢٠٩ ـ ٢١٧ وطبقات الزهر في أعيان العصر ٢ / ١٠ والروض النضير ١ / ٦٩.