(التي أوردها بعد وبار) ظنا منه أن ما بعد الواو باء موحدة ، وصحتها وندار أو الزيدان (التي أوردها في باب الزاي المشفوعة بالياء وهي الزبداني) فقد كنت أصححه في المتن ، لأن المادة لا تستدعي نقلا من حرف إلى حرف.
أما الفروق في القراءات فلم أثبت منها إلا ما وجدته ضروريا أو هاما ، وأضربت عما كان وهما خالصا من الناسخين ، وكذلك صنعت في عرض الكتاب على مصادره ، إذ كان المؤلف في كثير من الأحيان يوجز بالحذف أو التلخيص ، كذلك فإني أفدت من الزيادات التي أوردها الأستاذ بروفنسال إذ اعتبرت نشرته بمثابة نسخة أخرى في هذا الصدد وحده ولم أشر إلى ما صوّبته في نصه من قراءات أو ما استدركته عليه لنقص في النسخ التي اعتمدها ، فذلك يثقل الحواشي بما لا ضرورة له. وليس بين ما نشره الأستاذ رتزيتانو وبين القراءات التي اعتمدتها إلا فروق يسيرة جدا لأنه إنما كان اعتماده على مخطوطة بيرم باشا وعلى أصل النسخة (ص). وربما كان الاطلاع على مزيد من النسخ كفيلا بإبراز فروق أخرى ، ولكن ذلك مما لم تتضحه لي الظروف التي عملت أثناءها في تحقيق هذا الكتاب.
وفي ختام هذه الكلمة أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لصديقي العلامة الحجة الأستاذ الشيخ حمد الجاسر ، فقد كان له الفضل في تنبيهي إلى اعتماد كل من الناصري في رحلته والسمهودي في ملخص وفاء الوفا على الروض المعطار ، كما تلطف ـ حفظه الله ـ بمراجعة قسم من موادّ الكتاب ، وزودني بتعليقاته العلمية المفيدة ؛ وجزيل شكري لصديقي العالم الكبير الأستاذ زهير شاويش الذي أذن بتصوير نسخة (ص) حين كانت في حوزته بموافقة الشيخ محمد نصيف رحمهالله ، فإنه كان أسخى الناس في تشجيع الأعمال العلمية ، وكلّ ما أتمناه أن يكون ما بذلته من جهد في إخراج هذا الكتاب وفاء بفضل كبير تلقيته من هذين الصديقين العزيزين ومن سائر أصدقائي الذين كانوا يتطلعون إلى رؤية الكتاب مشمولا بهذه العناية المتواضعة ، والله الموفق.
بيروت في شهر أيار (مايو) ١٩٧٤ |
احسان عباس |