وجود رابطي متحد مع الذات التي صدر منها ولكن بحسب الاعتبارات الذهنية له أنحاء من الصورة الذهنية التي يكون بكل صورة منها مفهوما خاصا لما يدل عليه من الألفاظ فان الحدث يلاحظ تارة بما انه شيء من الأشياء بلا ملاحظة انتسابه إلى ذات ما وحينئذ تكون هذه الصورة مفهوم اسم المصدر (مثل گفتار ورفتار) وأخرى يلاحظ منتسبا انتسابا ما أعني به كونه مهملا من جميع خصوصيات النسبة من حيث كونها قد تحققت أو هي متحققة فعلا أو ستتحقق فيما يأتي أو مطلوبة التحقق ونحو ذلك وحينئذ تكون هذه الصورة مفهوم المصدر.
وثالثة يلاحظ منتسبا إلى ذات ما نسبة مشخصة من جهة ومهملة من جهة أخرى أعني انها مشخصة من حيث اتصاف ذات ما بذلك الحدث اما على نحو اتصاف ذات ما بذلك الحدث اما على نحو اتصاف فاعله به أو على نحو اتصاف من وقع عليه به أو على اتصاف مفعول ذلك الحدث أو على نحو اتصاف ما وقع فيه به إلى غير ذلك من الخصوصيات التي بها تتشخص هذه النسبة وهذه الصورة مفهوم اسم المشتق كاسم الفاعل والمفعول والآلة والمكان والزمان ونحو ذلك.
وتارة رابعة يلاحظ الحدث مغايرا للذات ومنسوبا إليها نسبة تامة مشخصة من حيث زمان وقوعه فتارة على نحو الوقوع كالماضي وأخرى الترقب كالمضارع أو إرادة الوقوع كالأمر ولا يخفى ان بين جميع الصور يكون قدرا مشتركا ساريا لا يكون في الذهن إلّا في ضمن صورة منها ومن ظهر ان قول أهل الأدب ان المصدر أصل الكلام لا يكون له أصل لأن الهيئة المصدرية أيضا لها مادة.
الجهة الرابعة في الفرق بين الأسماء والأفعال والتحقيق ان الفرق بينهما هو ان الأفعال وضعت لربط خاص ونسبة خاصة تصديقية مثل ضرب فان معناه بالفارسية (زد) والأسماء يكون لربط نسبة ناقصة تصورية مثل قولنا القائم والضارب فان معناه بالفارسية (ايستاده وزننده) ولا يكون فيها التصديق بذلك واما الوجوه التي قبل في الميز بينهما فالكل مخدوش.