بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تذكرة فيها تبصرة لطبع هذا الكتاب
لا يخفى على طلاب العلوم الدينية أن أكثر العلوم في زماننا هذا قل طلابه العمقي لشدة وضع عيشة بنى آدم عموما واختلاف الأفكار خصوصا لأهل الدين من جهة الحوادث اليومية وقد بقي بحمد الله والمنة في بعض الحوزات العلمية نضج بالنسبة إلى الفقه والأصول لوجود أعلام هم بمنزلة أرباب الأنواع بالنسبة إليهما وبالنسبة إلى ساير العلوم كثر الله أمثالهم وشكر الله مساعيهم وأطال الله بقاءهم ولكن لم يزد على زمن الشيخ الأنصاري والمحقق الخراسانيّ ومن يحذو حذوهم قدس الله أسرارهم إلا شيئا قليلا لو لم نقل صار التعمق في كلماتهم أقل ومن الحري ان يكون التحقيق في الكلمات أزيد من السابق لأن ترقي ساير العلوم حتى بالنسبة إلى الأمور الكونية يزيد منه بصيرة في أي علم كان ولو لم يكن التحقيقات الجديدة في كلمات اللاحقين لكنا في خسران مبين بل لازم التفكر حقه فيها هو انكشاف ما لم ينكشف لهم لا لقصورهم بل هم بالنسبة إلى وسعهم جعلوا الطريق واضحا وعلينا زيادة التوضيح للاحقين خدمة للعلم ولو لا زحماتهم وكتاباتهم لكان الاجتهاد في زماننا هذا في غاية العسر لكثرة الفروع المستحدثة مع عدم فراغ البال غالبا.
وقد يقرع السمع مع ذلك كله عن بعض من لا خبرة له كما هو حقه ان الفقه والأصول قد انتفخ انتفاخا ولا حاجة إلى طول المباحث وزعموا ان من يسمى بالفقيه قد بلغ غايته ولا يعلمون ان نقل المسائل هو تبليغ ما أفتى به المفتي أو تقليد ما