فصل في الفرق بين الاخبار والإنشاء في الوضع
والبحث فيه في مقامات :
المقام الأول في وضع الألفاظ المشتركة مثل بعت بلفظ الماضي الّذي يستعمل تارة ويراد به الماضي وأخرى ويراد به المستقبل ففي ذلك أقوال.
الأول قول الآخوند (قده) وهو انه (قده) يعتقد ان المعاني الحرفية والاسمية كما كانت خصوصياته من قبل الاستعمال كذلك هذه الألفاظ يكون المعنى عند الوضع واحدا ولكن غرض الواضع حين الوضع هو ان يستعمل تارة في الإنشاء وأخرى في الاخبار وهذا تعهد منه يصير فارقا.
والقول الثاني قول القائل بان الفرق بالقصد فان قصد الواضع استعماله في الإنشاء فهو إنشاء وان قصد استعماله في الاخبار فهو اخبار ويدل على ذلك سياق الكلام وهذا القول يرجع في الواقع إلى قول الآخوند (قده).
والجواب عن ذلك هو ان القصد أيضا يحتاج إلى القصد (١) لأنه يلزم ان يقصد القصد أيضا عند الوضع هذا أولا وثانيا ان ذلك يمكن تصوره في صورة تعدد اللفظ كما في ألفاظ الحروف والأسماء مثل من (٢) ولفظ الابتداء واما في صورة الاتحاد فلا وجه لقوله من
__________________
(١) هذا يكون صحيحا على فرض كون المراد جزئية القصد للموضوع له اما على فرض كون القضية حينية بان يقال انه حين الحكاية عن الإنشاء إنشاء وحين الحكاية عن الوقوع اخبار فلا
(١) لا يرد هذا الإشكال عليه لأنه لا فرق بين تعدد اللفظ واتحاده بل الأمر هنا أسهل مما سبق عن الآخوند في المعاني الحرفية بوجود الجامع هنا دونه فان بعت الاخباري والإنشائي يكون كلاهما ـ