واما التفصيل بكون المعاني بعضها إخطارية وبعضها إيجادية ففيه خبط عظيم فانه لا شأن له إلّا الإخطار في جميع المقامات.
فصل في ثمرة المباحث الثلاثة
المعنى الحرفي ووضعه والفرق بين الاخبار والإنشاء
انك ان سألت عن ثمرة طول البحث في انه هل يكون لحاظ هذا المعنى بنحو الاستقلال أم لا ثم الوضع هل يكون عاما أو خاصا وما الفرق بين الإنشاء والاخبار نقول تظهر الثمرة في المعنى الحرفي في الواجب المشروط فإذا قيل حجوا ان استطعتم فان كان المعنى الحرفي غير مغفول عنه فيمكن ان يقال بان القيد قيد الهيئة فلا وجوب قبل حصول الشرط وهو الاستطاعة واما إذا قلنا بأنه مغفول فكل الواجبات التي يظن انها مشروطة واجبات معلقة أي القيد يكون قيد المادة ولا دخل له في الملاك فان الوجوب فعلى والواجب استقبالي وطول البحث في ذلك يأتي في محله عند البحث عن الواجب المشروط والمعلق إن شاء الله تعالى.
ومن الثمرات صحة أخذ المفهوم عن الشرط وأمثاله في باب المفاهيم لأن الجملة التي نريد أخذ المفهوم منها يجب ان يكون سنخ الحكم فيها معلقا على الشرط لا شخصه فانه إذا قيل الماء إذا بلغ قدر كر لا ينجسه شيء فإذا كان عدم حصول التنجس من
__________________
ـ ثمرة على البحث في المعاني الحرفية فلا.
نعم يتوقف البحث في ان شيئا ما مغفولا عنه أم لا على معرفة معناه وهو هنا المعنى الحرفي فانه يلزم فهمه أو لا ثم البحث عنه ثانيا والحق عدم كونه مغفولا عنه فان القائل إذا قال زيد في الدار يرى غير الدار وزيد شيئا هو الكون في الدار وضم هذين الوجودين بنحو الظرف والمظروف.