الثاني ما يكون أيضا من الحمل الذاتي مثل حمل أحد المترادفين على الآخر مثل الغيث هو المطر.
والثالث : حمل الشائع الصناعي وهو اما حمل الطبيعي على الفرد أو حمل الكلي على الكلي مثل حمل الإنسان على الضاحك.
ثم ان في الحمل في جميع الموارد نحتاج إلى جهة اتحاد وجهة اثنينية ولولاها لما أفاد الحمل شيئا لأن حمل الشيء على النّفس غير مفيد وهذا التغاير في الحمل الشائع محقق إذا التغاير بين الفرد والطبيعي واضح مثل زيد إنسان فان زيدا له معنى وللإنسان معنى آخر قابل للحمل على الكثيرين واما الوحدة فباعتبار المصداق الخارجي واما الحمل الذاتي المستعمل في التعريفات فالتغاير يكون باعتبار المطابقة للواقع يعنى باعتبار الإجمال والتفصيل بمعنى انهما واحد ذاتا إلّا ان هذه الذات قد تلاحظ بنحو الجمع ويعبر عنه بالإنسان وقد يعبر عنه بالحيوان الناطق وتلك الملاحظة واحدة أي ملاحظة المعنى.
واما الحمل المستعمل في اللغات (١) أي حمل أحد المترادفين على الآخر مثل الغيث
__________________
(١) في هذا القسم من الحمل قد أتعب الأستاذ مد ظله نفسه الشريفة بان المطر يكون له أطوار فباعتبار انه غوث المسلمين يقال له الغيث وباعتبار الطيران في السماء المطر ثم قال باعتبار المفهوم كما في المتن الذي أخذت من جزوته بخصوصه ليكون احفظ فقال بان المطر بواسطة المعنى الارتكازي في الذهن يحمل على الغيث عند التدبر ولكن الّذي يجيء في الذهن هو خلاف ما ذكره فنقول في أمثال هذا الحمل الذي يكون المراد منه هو العلم بالوضع لا يكون الحامل بصدد انه لأي جهة يقال للمطر الغيث أو المطر ولا يكون هذا في ارتكازه ضرورة عدم دلالة الألفاظ على المعاني بمناسبة ذاتية تكون للعقل إليها سبيل.
نعم الواضع يلاحظ تارة الغوث وتارة الطيران وبمناسبة ذلك أو نحوه يوضع اللفظ للمعنى ولكن الحمل يكون للعلم بالوضع فقط فانك إذا كنت غير عالم بوضع الغيث على ما وضع له المطر وكنت عالما بوضع المطر عليه فيقال لك الغيث هو المطر ويكون معناه أيها ـ