هو المطر فباعتبار اتحاد المفهوم والحقيقة يكون له جهة وحدة والاختلاف باعتبار أطوار التحقق في الذهن وبعبارة أخرى ان الشخص إذا كان مريدا كشف معنى الغيث فيلاحظ فطرته فإذا رأى المطر بما له من المعنى الارتكازي يحمل على الغيث فيظهر انهما متحدان معنا فيعلم بوضع الغيث تفصيلا.
إذا عرفت ذلك فان الحمل الأولى الذاتي من آيات الوضع بتقريب ان الحيوان والناطق بما لهما من المعنى الارتكازي على الإنسان يكشف عن وحدة المعنى فيظهر مفهوم الإنسان تفصيلا.
وقد أشكل شيخنا العراقي (قده) بان اتحاد معنى الحيوان والناطق مع الإنسان غير معقول ضرورة ان المعنى التفصيلي لا يتحد مع الإجمالي مفهوما ولكنه مندفع بان اختلافهما يكون بالإجمال والتفصيل ومن جهة الذات يكونان واحدا وهذا لا يضر في كشف المعنى إذا المقصود كشف معنى مفهوم الإنسان بما له من المعنى البسيط وحمل الحيوان والناطق يدل على ان ما هو مفهوم الإنسان هو مفهوم حيوان الناطق تفصيلا ثم لا فرق في دلالة الحمل على اتحاد المفهوم بين ان يتحقق عند نفس المستعلم حسب ارتكازه أو عند العرف كما هو واضح.
واما الحمل الشائع الصناعي فان كانت من قبيل حمل الطبيعي على الفرد فيدل على اتحاد المفهوم فيكون آية للوضع مثلا انه لو أريد كشف معنى الإنسان تفصيلا يلاحظ ارتكازه ويفحص عن فرد من الحيوان مثل زيد ويرى انه يحمل
__________________
ـ العالم بوضع المطر على هذه الذات وحكايته عنها يكون لها حاك آخر وهو الغيث في اللغة العربية فالاتحاد من جهة وحدة الذات والاختلاف من جهة تعدد اللفظ ولا نحتاج إلى أزيد من ذلك لا ان المطر له أطوار وجودية.
والحاصل الحمل كذلك لا يكون لفهم مناسبات الوضع بل لأن يفهم ان هذا اللفظ الذي يكون مركبا من ميم وطاء وراء ويكون غير المركب من غ ي ث لها معنى واحد وحكايتهما واحدة ولعمري هذا واضح وإطالة البيان كانت لتوضيح خصوصيات المقام لئلا تختلط المرام.