عليه الإنسان فيكشف عن وحدة مفهوم الإنسان مع زيد فيظهر مفهوم الإنسان تفصيلا ولا فرق بين الرجوع إلى ارتكازه أو إلى العرف واما ان كان باعتبار حمل أحد الكليين على الآخر مثل الضاحك إنسان ربما يقال ان الحمل فيه لا يكون آية للوضع لما تقدم ان علاميته اما بالوحدة ذاتا كما في الحمل الذاتي أو بوحدة مفهوم المحمول مع ما في ضمن الفرد الخارجي (١) وكلاهما ليسا في المقام إذا الناطق ليس متحدا مع الضاحك مفهوما وحقيقة بما هي وجود الناطق وجود. الضاحك بخلاف الإنسان وزيد إذ وجود زيد بما هو وجود زيد وجود إنسان.
تتمة
قد مرت الإشارة إلى ان الوضع من علائمه أيضا الاطراد والآن نبحث عنه تفصيلا : فنقول : المشهور هو ان الاطراد أيضا من علائم الوضع مستقلا ويكون قسيما للتبادر وعدم صحة السلب ولكن التحقيق عدم كونه علامة بالاستقلال بل من مقدمات حصول التبادر لأن المستعلم بواسطة غلبة استعمال لفظ في معنى ما يحصل له العلم بان هذا اللفظ موضوع لهذا المعنى الّذي يفهم منه بدون القرينة فيكون علامة الوضع تبادر المعنى من اللفظ بدون القرينة واما الاطراد وهو بمعنى الشيوع والغلبة وهو يحتاج إلى ذات له الشيوع والغلبة فهو إذا كان شايعا غالبا بحيث لا يحتاج إلى القرينة لفهم ذاك المعنى يكون دليلا على الحقيقة بعد ما تبادر المعنى
__________________
(١) لما كان الضحك من خواص الإنسان فقط وان الناطق من الحيوان أيضا هو الإنسان فقط فيمكن ان يقال كل ما كان مطابقا لأحدهما هو المطابق للآخر مثل ان يقال الإنسان حيوان ناطق فان كل ما كان مطابقا للفظ الحيوان والناطق يكون مطابقا للفظ الإنسان فالإشكال بالنسبة إليه غير وارد وكذلك مطابقة الإنسان مع زيد فانه ان لوحظت الخصوصيات في زيد لا يكون من تلك الجهة مطابقا للإنسان واما مع قطع النّظر عن خصوصياته العارضية فالمفهومان متغاير ان يمكن حمل أحدهما على الآخر.