نور الثقلين وغيره فان كلمة «ن» فسرت في كلام المعصوم عليهالسلام بأنه نهر في الجنة أو انها لوح من نور فان هذه الكلمة حيث لا يكون لها ظهور يفهمه كل أحد بل لا ظهور له بحسب الوضع اللغوي في لسان العرب ويكون معناه في غير هذا العالم لا بد ان يتبع وضع الله تعالى هذا اللفظ لذاك المعنى ولا طريق للبشر إلى فهم معناه بهذا النحو إلّا باخبار معصوم.
ولو تفوه من لا عصمة له بمعنى لأمثال هذه الألفاظ أو غيرها بادعاء الكشف والشهود لا نصغي إليه ولا يسمن ولا يغنى كلامه من جوع الجهل بل في رواية سفيان قال عليهالسلام بعد كلام في ذيل تفسيره كلمة «ن» بأنها نهر في الجنة قم يا سفيان فلا آمن عليك : أي ليس في وسعك فهم هذه المعاني كما أقول ولا أتكلم بكلام لا يكون في وسع المخاطب فهمه فهلم إلى من يجلس في مجلس العوام ويدعى ما يدعى من فهم المعاني من غير دليل ليته يبين المتشابهات أو ما لا معنى له عندنا ثم ما كنا نسمع منه فانه يغير معاني ما هو أظهر من الشمس فكأنه وضع لإغراء الناس بالجهل والخروج عن الفهم.
ولعمري ان أمثال هذه الدعاوي صدر عمن صدر لعدم الإحاطة بالروايات الواردة عن المعصومين عليهمالسلام أو لعدم القدرة على الجمع بينها والتعمق فيها بل أخذوا شيئا قليلا منها واكتفوا بأوهامهم في بسط المعاني وكيف كان فنضرب عن هذا ذكرا ونذهب إلى أصل المطلب وهو ان المعاني لا بد ان يفهم من الألفاظ الموضوعة لها عند أهل المحاورة وليس لنا تحريف الكلام عن مواضعه ومن هنا لا بد من الدقة التامة في الآيات العقلية في القرآن المجيد المبينة لصفات الله تعالى وسائر الحقائق فإذا وصلنا إلى مورد ليس في وسعنا استفادة المعنى الّذي نريد من هذا اللفظ ليس لنا ان نطبقه على معقولاتنا إلّا إذا كان حكم العقل ضروريا بحيث يوجب الظهور للفظ فإذا كان الظهور البدوي من قوله تعالى «الرحمن على