إذا عرفت هذه الأمور العامة فيجب البحث بعدها في كل فقرة من الفقرات على حدة لكثرة الفائدة في ذلك فنقول.
البحث الأول في فقرة ما لا يعلمون (١)
قد اختلف الكلام في المرفوع في هذه الفقرة وأن المراد من كلمة ما هل هو إيجاب الاحتياط أو المؤاخذة أو تنجيز الواقع في الظاهر ومنه يتضح أن الرفع هنا يكون بمعنى الدفع أو يكون مستعملا في معناه.
فنقول هنا مسالك ثلاثة الأول ما عن شيخنا العراقي قده وهو المستفاد من كلام الشيخ الأنصاري قده وهو أن المرفوع يكون إيجاب الاحتياط في ظرف الجهل.
الثاني : مسلك شيخنا النائيني قده وهو أن الرفع يكون بمعنى دفع مقتضيات الأحكام عن الاقتضاء في ظرف الجهل وينتج رفع الاحتياط أي من آثار دفع الواقع رفع الاحتياط.
الثالث : مسلك الخراسانيّ قده وهو أن المرفوع هو الحكم الفعلي في مرتبة الظاهر مع إمكان وجوده في الواقع ولعلنا بعون الله تعالى يمكننا إرجاع مسالكهم إلى مسلك واحد.
فاستدل الأول لقوله بأمور : الأول أن المؤاخذة واستحقاق العقاب يكون من الآثار العقلية المترتبة على العصيان ولا تناله يد الجعل إثباتا ونفيا ضرورة انه لا يمكن رفع العقاب الثابت على فرض العصيان بالتعبد وما تناله يد الجعل يكون إيجاب الاحتياط شرعا ضرورة انه يمكن ان يقال بأنه لا يجب انحفاظ الواقع المحتمل ولا يكون الاحتمال منجزا عليك.
لا يقال أن ملاحظة سياق الفقرات في الحديث الشريف لازمة ولازم ما ذكرتم
__________________
(١) فقرات الحديث على الترتيب ليس هكذا بل الخطاء والنسيان مقدم فراجع فالأولى البحث في كل فقرة على حسب ترتيب الرواية.