أضف إلى ذلك رقة غزله وخفة روحه فحينما تدرس غزله وتشبيبه تراه يسيل رقة وعاطفة ويبدع ما شاء له الابداع في الخيال والتصوير فاستمع اليه في حائيته الرائعة والتي تناهز التسعين بيتاً ـ وهذا مقطع منها :
هزوا معاطفهم
وهنّ رماح |
|
ونضوا لواحظهم
وهنّ صفاح |
شاكين ما حملوا
السلاح وإنما |
|
منهم عليهم أهبة
وسلاح |
ونشرن ألوية
الشعور عليهم |
|
سوداً وكل طرفه
السفاح |
وتعمّدونا
باللحاظ فلا ترى |
|
من عاشق ما
أثخنته جراح |
آرام وجرة لا
يدون قتيلهم |
|
وأسيرهم لم يرج
فيه سراح |
فتح الجمال لهم
وفي وجناتهم |
|
كتب ابن مقلتها
هو الفتاح |
بشراك يا من ذاق
برد ثغورهم |
|
أعرفت ماروح
الهوى والراح |
ونعمت يامن شمّ
طيب خدودهم |
|
أرأيت كيف الورد
والتفاح |
لا تحسبن
لئالئاً في خده |
|
لكنه عرق الحيا
الرشاح |
قدحت خدودك في
فؤادي جذوة |
|
والورد خير
صنوفه القداح |
وأضيق ذرعاً من
خلاخلك التي |
|
ضاقت على ساقيك
وهي فساح |
وحشاء أخفق من
جناحي طائر |
|
إن يخفقا لك
قرطق ووشاح |
ماذا يعيب بك
النصوح ثكلته |
|
حاشاك بل غشتني
النصاح |
الطرف ساج ،
والسوالف صلتة |
|
والجيد أتلع
والجفون ملاح |
يا يوسف الحسن
البديع جماله |
|
لي مثل يعقوب
عليك نياح |
إن أوعدت بالصدّ
فهي جهينة |
|
أو واعدت بالوصل
فهي سجاح |
وقال :
أخذ الريم منك
سحر العيون |
|
وروت عنك مائسات
الغصون |
واستفاد الهلال
منك ضياءاً |
|
حين قابلته بشمس
الجبين |