حنّ الفؤاد
اليكم فتعلمت |
|
منه الحنين
الرازحات النيب |
تهفو القلوب
صوادياً لقبوركم |
|
فكأن هاتيك
القبور قليب |
قربت ضرائحكم
على زوارها |
|
ومزورها
للزائرين مجيب |
وزكت نفوسكم
فطاب أريجها |
|
في حيث نشر
المسك فيه يطيب |
جرّت عليكم
عبرتي هدّابها |
|
فجرى عليكم
دمعيَ المسكوب |
بكرت اليكم نفحة
غروية |
|
وسرت عليكم شمال
وجنوب |
حبيب بن مظاهر الأسدي زعيم بني أسد وصاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب شهد معه حروبه وهو موضع أسراره قد أطلعه على علم كثير. وهو قائد ميسرة الحسين (ع) وأجل أصحابه من حيث العلم والعبادة وكفى في جلالته قول الحسين : رحمك الله يا حبيب كنت تختم القرآن في ليلة ، ولجلالته أفرد له الإمام السجاد قبراً مما يلي رأس الحسين عليهالسلام.
تلك الصفوة من أصحاب الحسين أصبحوا مضرب المثل في الاخلاص والتفادي وفضّلوا على جميع من تقدمهم لأن غيرهم باشر الحرب وهو يأمل الحياة وهؤلاء كانوا آيسين من الحياة مصممين على الموت ، وكفى بجلالتهم قول الحسين : اللهم إني لا أجد أصحاباً أوفى من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ وأتقى من أهل بيتي. ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال : قيل لرجل شهد يوم الطف مع عمر بن سعد ، ويحكم أقتلتم ذرية نبيكم ، قال : عضضتَ بالجندل ، أما إنك لو شهدتَ ما شهدنا لفعلتَ ما فعلنا ، ثارت علينا عصابة أيديها في مقابض سيوفها تحطم الفرسان يميناً وشمالاً ، لا ترغب بالمال ولا تقبل بالأمان ، فلو كففنا عنها رويداً لأتت على نفوس العسكر بحذافيره ، فما كنا صانعين لا أُمّ لك.
عدد الشاعر من أصحاب الحسين عليهالسلام ستة وهم : زهير ، وهب ، هلال ، عابس بن شبيب ، برير ، مسلم بن عوسجة وها نحن نورد تراجمهم باختصار :