وقال مؤرخاً وفاة استاذ العلامة الكبير الشيخ جعفر الشوشتري سنة ١٣٠٣ :
قضى جعفر فالعلم
يبكيه والتقى |
|
ويرثيه محراب
ويندب منبر |
بكت رزءه شهب
السما فتناثرت |
|
وحق على أمثاله
الشهب تنثر |
إلى الواحد
الفرد التجأنا فجعفرٌ |
|
قضى شرعه أرخت
مذ راح جعفر (١) |
وله :
تجود عيوني
بالدموع فتغرقُ |
|
ونار جوى قلبي
تشب فتحرقُ |
لركب سروا
والقلب قد سار إثرهم |
|
فيا ركبهم مهلاً
عسى القلب يلحق |
وظل فؤادي من
نواهم كأنه |
|
جناح حمام إذ
يرفّ ويخفق |
وقد راح يهفو
حيث يستاقه الهوى |
|
اليهم وشوقاً
كادت النفس تزهق |
وسيان وجدي في
الأحبة إن مضوا |
|
بهم شحطت عين
الديار وإن بقوا |
لئن عاد شمل
الهمّ مجتمعاً بهم |
|
فقد راح شمل
الصبر وهو مفرق |
فبتّ ولي قلبٌ
يقطّع بالنوى |
|
وطرف على
الأحباب دام مؤرق |
__________________
١ ـ الشيخ جعفر الشوشتري عالم كبير وواعظ شهير ، طبق العلم على العمل وهو أول من لقب ب ( العالم الرباني ) كان يعظ في صحن الامام أمير المؤمنين عليهالسلام فتحضر لاستماع مواعظه مختلف الطبقات حتى الحكام والولاة والقضاء في العهد العثماني وما زال العلماء والوعاظ والخطباء يستشهدون بأقواله ، وله جملة من المؤلفات أشهرها ( الخصائص الحسينية ) يذكر فيه مميزات الامام الحسين وأثر نهضته وفيه من الفلسفة حول ذلك ما لا يوجد في غيره من الكتب التي أُلّفت في الحسين.
ولقد تخرج على منبره جماعات من فطاحل العلماء وأكابر الوعاظ وكتبوا مؤلفات واسعة عن منابره وتأثيرها على المجتمع ولا عجب فما خرج من القلب دخل في القلب وما خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان ، وقد قيل : ما أحسن الدر ولكن على نحر الفتاة أحسن وما أحسن الموعظة ولكن من المتعظ أحسن وفي الآية الشريفة « وما اريد أن اخالفكم إلى ما أنهاكم عنه » وفي الآية الاخرى « يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ».