بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
لا تنقض اليقين بالشك بل انقضه بيقين آخر
أقول تذكرة لنفسي ولمن أراد التذكر انه لا يخفى على أهل البصيرة ان أفضل ما بأيدينا بعد القرآن الكريم من الكلام كلمات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وكلمات الأوصياء العظام الأئمة الاثني عشر روحي لهم الفداء وعليهمالسلام ويعبر عنها بالسنة وحيث انهم كلمات الله التامات وأسماؤه الحسني بوجودهم يكون كلامهم اللفظي أيضا أتم الكلمات وأمتنها وفي المثل كلام الملوك ملوك الكلام فيجب التدبر جدا فيما صدر عنهم عليهمالسلام فان كلامهم نور وأمرهم رشد وهو المتن وساير الكلمات في الحاشية ان أخذ من معاني كلماتهم وإلّا فلا وقع لها ولا اعتماد عليها وأي باحث كان في أي امر من الأمور الدينية التي فيها نظام المجتمع ويكون أهم ما بعث له الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين لا بد له من النّظر إلى ما صدر عنهم لأنهم معصومون من الزلل في القول والفعل والتقرير.
ومن هذا الوجه يكون الاخبار روح الفقه وروح الأصول وروح الاعتقادات بعد القرآن الشريف فالحكماء والفقهاء والأصوليون وساير العلماء لا بد لهم من النّظر في كلماتهم أولا ثم التعمق حقه ثم توضيحها كما هو أدب العلماء الشامخين على ما ترى في كتبهم ومؤلفاتهم.