الأمر التاسع
في جريان أصالة الصحة في الأقوال والاعتقادات
اما البحث عن جريانها في الأقوال فقد تعرض له الشيخ الأعظم قده وحاصله ان القول الّذي يصدر عن قائل تارة يلاحظ بلحاظ انه فعل من افعال المتكلم وتارة يلاحظ باعتبار كاشفية هذا الكلام وهذه الجهة يكون البحث فيها من جهات ثلاثة.
الشك في الإرادة الاستعمالية بعد إحراز الاستعمال لاحتمال كون المتكلم لاغيا في التكلم وعدم إرادته معنى اللفظ.
والشك في الإرادة الجدية بعد إحراز كون المتكلم قاصدا لمدلول اللفظ في الاستعمال.
والشك في ان هذا الكلام هل يكون مطابقا للواقع ونفس الأمر أم لا يكون كذلك وصدر عن المتكلم عن اشتباه وخيال لا واقع له.
اما الشك فيه من حيث انه فعل من الأفعال فلا شبهة عنده قده في جريان أصالة الصحة فيه فإذا صدر كلام من متكلم لا نعلم انه غيبة لمؤمن حتى يكون حراما وموجبا للفسق أو مدح له حتى يكون مستحبا أو كان مباحا لكونه في امر من الأمور المباحة فتجري أصالة الصحة ونثبت عدالة المتكلم ولا نشك في عدالته بعد جريانها حتى نحتاج إلى الاستصحاب.
ويرد عليه ان البحث في أصالة الصحة يكون في صورة دوران الأمر بين الصحيح والفاسد ومن المعلوم انه ليس الشك هنا في الصحة والفساد وبناء العقلاء ليس على ان ما صدر من الكلام ليس من الحرام وحمل فعل المسلم على الصحيح بمقتضى ما ورد من الروايات مثل قوله عليهالسلام ضع امر أخيك على أحسنه