الكلام : إنّ ابنك ذو عمل غير صالح ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه» (١).
ويحتجّ المرتضى لهذا التوجيه بقراءة : (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) بكسر الميم وفتح اللام ونصب غير ، فيقول : وقد قرأت هذه الآية بنصب اللام وكسر الميم ونصب غير ، ومع هذا القراءة لا شبهة في رجوع معنى الكلام إلى الابن دون سؤال نوح عليهالسلام (٢). ويذكر المرتضى أن هناك من ضعف هذه القراءة وقال : «كان يجب أن يقول أنه عمل عملا غير صالح ، لأن العرب لا تكاد تقول : هو يعمل غير حسن ، حتّى يقولوا : عملا غير حسن» (٣) ، ويرفض المرتضى هذا الرأي ويرده بقوله : «وليس هذا الوجه بضعيف ، لأن من مذهبهم الظاهر إقامة الصفة مقام الموصوف عند انكشاف المعنى وزوال اللبس ، فيقول القائل : قد فعلت صوابا وقلت حسنا ، بمعنى فعلت فعلا صوابا ... وقال عمر بن أبي ربيعة» (٤).
أيّها القائل غير الصواب |
|
أخر النصح وأقلل عتابي (٥) |
وقد قرأ الكسائي ويعقوب بكسر الميم وفتح اللام ، ونصب غير مفعولا به أو نعتا لمصدر محذوف ، أي عملا غير [صالح] ، والباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة «إنّه عمل غير صالح» ، على أنه خبران ، وغير بالرفع صفة على معنى ذو عمل (٦).
أما من جعل الضمير عائدا إلى السؤال المفهوم من النداء ، فإنّه يحمل الكلام على أن نوحا عليهالسلام صدر منه ما أوجب نسبة الجهل إليه ، وهذا لا يجوز
__________________
(١) تنزيه الأنبياء : ٢٣.
(٢) تنزيه الأنبياء : ٢٤.
(٣) نفسه : ٢٣.
(٤) ديوانه : ٣١ ، والرواية فيه :
أيّها القائل غير الصواب |
|
أخر النصح وأقلل عتابي |
(٥) تنزيه الأنبياء : ٢٣.
(٦) ينظر اتحاف فضلاء البشر : ٢٥٧ ـ ٢٥٦ ، والحجّة في القراءات : ١٨٧ ، والروضة في القراءات الاحدى عشرة : ٥٧٩ ، والنشر في القراءات العشر ، ٢ : ٢٨٩.