مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة» معنى ؛ لأن عمر لم يكن مولى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من جهة ولاء العتق ولا جماعة المؤمنين.
ومنها : أن زيدا أو أسامة ابنه لم يكن بالذي يخفى عليه أنّ ولاء العتق يرجع إلى بني العم فينكره ، وليس منزلته منزلة من يستحسن أن يكابر فيما يجري هذا المجرى ، ولو خفي عليه لما احتمل شكّه فيه ذلك الإنكار البليغ من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الّذي جمع له الناس في وقت ضيّق وقدّم فيه من التقرير والتأكيد ما قدّم.
ومنها : أن السبب لو كان صحيحا لم يكن طاعنا على تأويلنا ؛ لأنّه لا يمتنع أن يريد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ما ذهبنا إليه مع ما يقتضيه السبب من ولاء العتق ، وإنّما يكون السبب طاعنا لو كان حمل الخبر على موجبه ينافي تأويلنا ، وأكثر ما تقتضيه الأسباب أن يجعل الكلام الخارج عليها مطابقا لها ، فأمّا أن لا يتعداها فغير واجب.
ومنها : أن كلام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يجب أن يحمل على ما يكون مفيدا عليه ، ثم على ما يكون أدخل في الفائدة ؛ لأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أحكم الحكماء ، وإذا كان هذا واجبا لم يحسن أن يحمل خبر الغدير على ما ادّعوه ؛ لأنّه إذا حمل عليه لم يفد من قبل أنه معلوم لكلّ أحد علما لا يخالج فيه الشكّ أن ولاء العتق لبني العمّ.
قال صاحب الكتاب بعد كلام قد تقدّم كلامنا عليه : «وأما من استدلّ بأن ذكر القسمة فيما يحتمله لفظة «مولى» من ملك الرق ، والمعتق ، وابن العم ، والعاقبة ، وأبطل كلّ ذلك ، وزعم أنه ليس بعده إلّا الإمامة ، فإنه يقال له : ومن أين أن هذه اللفظة تفيد الإمامة في لغة أو شرع أو تعارف ليتم لك إدخاله في القسمة؟ ؛ لأنّه إنّما يدخل في القسمة ما يفيده القول ويحتمله دون غيره ، فإن قال : لأن لفظة الإمام تقتضي الائتمام به والاقتداء ، ووجوب الطاعة ، ولفظة «مولى» تطلق على ذلك في التفصيل فيجب دخول الإمامة تحته ، فيقال له : ومن أين أن وجوب الطاعة يستفاد بمولى؟ أولست تعلم أن طاعة الوالد على الولد واجبة ، ولا يقال له إنه مولى؟ وإذا ملك بعقد الإجارة الأجير يلزمه طاعته ولا