ـ (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [القصص : ٧٣].
أنظر البقرة : ٢٠٢ من الأمالي ، ١ : ٣٧٤.
ـ (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ) [القصص : ٧٦]
أنظر الأنبياء : ٣٧ من الأمالي ، ١ : ٤٤١.
ـ (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص : ٨٨].
[إن سأل سائل عن معنى هذه الآية] وقوله تعالى : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) (١).
وقوله تعالى : (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٢). وما شاكل ذلك من آي القرآن المتضمّنة لذكر الوجه.
الجواب : قلنا : الوجه في اللغة العربية ينقسم إلى أقسام :
فالوجه : المعروف المركّب فيه العينان من كلّ حيوان.
والوجه أيضا : أوّل الشيء وصدره ؛ ومن ذلك قوله تعالى : (وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ) (٣) أي أوّل النهار ؛ ومنه قول الربيع بن زياد :
من كان مسرورا بمقتل مالك |
|
فليأت نسوتنا بوجه نهار (٤) |
أي غداة كلّ يوم. وقال قوم : وجه نهار : موضع.
والوجه : القصد بالفعل ؛ من ذلك قوله تعالى : (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) (٥) ؛ معناه : من قصد بأمره وفعله إلى الله سبحانه ، وأراده بهما. وكذلك قوله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) (٦) ؛ وقال الفرزدق :
__________________
(١) سورة الإنسان ، الآية : ٩.
(٢) سورة الرحمن ، الآية : ٢٧.
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ٧٢.
(٤) الحماسة ـ بشرح المرزوقي : ٩٩٥ ؛ وفي بعض النسخ : «فليأت ساحتنا» ؛ وهي رواية الحماسة ؛ وهو مالك بن زهير العبسي قتل في بني فزارة ؛ فرثاه الربيع بأبيات منها هذا البيت.
(٥) سورة لقمان ، الآية : ٢٢.
(٦) سورة النساء ، الآية : ١٢٥.