سورة المزمّل
بسم الله الرّحمن الرّحيم
ـ (إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) [المزمل : ١٩].
أنظر التكوير : ٢٦ ، ٢٩ من الأمالي ، ١ : ٥٠٧ والبقرة : ٢٦ ، ٢٧ من الرسائل ، ٢ : ١٧٧ إلى ٢٤٧.
ـ (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ...) [المزمل : ٢٠].
[فيها أمور :
الأوّل : قال الناصر رحمهالله :] «تجب القراءة في الركعتين الأوّليين».
عندنا : أنّ القراءة في الركعتين الأوليين واجب ، ولا يجوز الإخلال بها ، وأمّا الركعتان الآخرتان فهو مخير بين القراءة وبين التسبيح ، وأيّهما فعل أجزأه ...
دليلنا على صحّته : الاجماع المتكرر ذكره ... وأيضا قوله تعالى : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) وظاهر هذه الآية يقتضي عموم الأمر الذي هو على الوجوب لكلّ الأحوال ، الذي من جملتها الصلاة ، فوجب أن تكون القراءة واجبة في الأوّلتين تضييقا وفي الآخرتين أيضا ، إلّا أنّه لمّا قام الدليل على أنّ التسبيح في الأخيرتين يقوم مقام القراءة قلنا : إنّ إيجاب القراءة فيهما على سبيل التخيير ، وكون الشيء مخيّرا فيه لا يخرجه من أن يكون واجبا ، ومن الدخول تحت ظاهر الآية (١).
[الثاني : قال الناصر رحمهالله :] وجوب القراءة متعيّن بفاتحة الكتاب ، وغير متعيّن بالسورة الأخرى».
__________________
(١) الناصريات : ٢١٦.