سورة النّبأ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
ـ (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً) [النبأ : ٦].
أنظر المؤمنون : ١٧ من الرسائل ، ٣ : ١٤٠.
ـ (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً) [النبأ : ٩].
[إن سأل سائل] فقال : إذا كان السّبات هو النوم ؛ فكأنّه قال : وجعلنا نومكم نوما ، وهذا مما لا فائدة فيه.
الجواب : قيل له في هذه الآية وجوه :
منها : أن يكون المراد بالسّبات الراحة والدّعة ، وقد قال قوم : إنّ اجتماع الخلق كلّهم كان في يوم الجمعة ، والفراغ منه في يوم السبت ، فسمّي اليوم بالسبت للفراغ الذي كان فيه ؛ ولأنّ الله تعالى أمر بني إسرائيل فيه بالاستراحة من الأعمال ؛ قيل : وأصل السّبات التمدّد ؛ يقال : سبتت المرأة شعرها إذا حلّته من العقص وأرسلته ، قال الشاعر :
وإن سبتته مال جثلا كأنّه |
|
سدى واهلات من نواسج خثعما (١) |
أراد : إن أرسلته.
ومنها : أن يكون المراد بذلك القطع ؛ لأنّ السبت القطع ، والسبت أيضا الحلق ؛ يقال : سبت شعره سبتا إذا حلقه ، وهو يرجع إلى معنى القطع ، والنعال السّبتيّة التي لا شعر عليها ؛ قال عنترة :
__________________
(١) الجثل من الشعر : ما كثف واسود ، وفي حواشي بعض النسخ : «شبه شعرها في وقت الإرسال بسدى ثبات مسترخيات مرسلات. والنواسج : جمع ناسجة ، وخثعم : قبيلة».